مفهوم صحافة المواطن

مفهوم صحافة المواطن

صحافة المواطن

تعرف بالصحافة التشاركيّة، أو العامّة أو ما يطلق عليها اسم صحافة الشارع، أو الصحافة الشعبيّة، أو الديمقراطيّة، ويشير هذا المصطلح لعدد من الأعضاء العامة الذين يلعبون دوراً نشطاً في عمليّة جمع وتحليل ونقل ونشر المعلومات والأخبار، وهي معنى آخر للصحافة على شبكات الإنترنت.

كان التحوّل الأبرز على المستوى الإعلاميّ لهذه الصحافة قد حدث في العقد الأخير، ألا وهو بروز ظاهرة هذا النوع من الصحافة كشكلٍ حديث من أشكال الصحافة غير المهنيّة، ومع تطوّر تلك الممارسات الصحفيّة بدأت تبرز للسطح وتأخذ حصتها من الأبحاث والنقاشات على المستوى الإعلاميّ في الدول المتقدمة، ويشار إلى ظاهرة صحافة المواطن بمصطلحاتٍ عدّة كالصحافة التشاركيّة، والإعلام مفتوح المصادر، والديمقراطيّ، وصحافة الشارع، والإعلام البديل والصحافة الشعبيّة وغيرها.

مفهوم صحافة المواطن

يعتبر مفهوم صحافة المواطن من أكثر المفاهيم المثيرة للجدل، ويرجع هذا الأمر بسبب حداثته واختلاف الباحثين حول المعنى الذي يشير إليه، وأهمّ وسائله المستخدمة، ومن أهمّ التعريفات لهذا المفهوم الذي يُشير إلى مصطلح صحافة المواطن، وهو أنّ بإمكان أيّ فردٍ أن يكون صحفيّاً عن طريق نقل رأيه ومشاهداته عن العالم بأجمعه، دون الحاجة لأن يكون حاصلاً على شهادة في مجال الإعلام، أو أن ينتمي لأيِّ مؤسسةٍ إعلاميّة لإيصال رأيه وصوته للعالم.

قد ذكر الدكتور (جمال الزرن) أنّ صحافة المواطن هو مصطلحٌ إعلامي واتصالي في ذات الوقت، وهذا المصطلح على المستوى التاريخي يعتبر حديث النشأة، وهو مفهومٌ غير مستقرّ؛ حيث إنّ صحافة المواطن تشخّص عند البعض على أنها (إعلام المواطن)، ويرى الدكتور أنّ مفهوم صحافة المواطن تعتمد على عددٍ من النقاط، هي:

  • شبكة الإنترنت التي تعتبر فضاءً للنشر والتعبير عن الرأي.
  • التأكيد الفعلي لحضور هذا المواطن في القضايا التي تخصّ الشأن العام، ودعمه للمارسةِ الديمقراطيّة.
  • اعتبار المخرجات الناتجة عن صحافة المواطن امتداداً لمرجعيّات الصحافة البديلة والإعلام البديل.

أورد الدكتور (الياس البياتي) أنّ كلّ مواطن هو صحفيٌّ صاعد؛ حيث إنّه يتحكّم في زمن الأحداث ووقعها على المتلقي فمثلاً وكالات الأنباء لن تتمكّن من نشر مراسليها في كافة الأحياء والشوارع، الأمر الذي حوّل ظاهرة صحافة المواطن إلى ظاهرةٍ غير قابلة للتجاهل، كما عرفها باحثون أنّها مواقع يبث المواطنون بها مساهماتهم، ولا تربط هؤلاء أيّ علاقة بالمؤسسات الإعلاميّة، لكنهم يقومون بأدوار مشابهة لأدوار تلك المؤسسات.

بداية ظهور صحافة المواطن

اختلف العديد من الباحثين في الفترة التي ظهرت بها صحافة المواطن؛ إذ لم يتم العثور على إجابات يتفق الجميع عليها بين كافة الباحثين أو حتى الممارسين لها، لكن الغالبيّة يتفقون على أنّ الظهور الفعلي لهذا النوع من الصحافة كان إبان إعصار تسونامي الذي وقع في شهر كانون الأوّل من عام ألفين وأربعة للميلاد؛ حيث إنّ المواد التي تناقلتها وسائل الإعلام الجماهيريّة في كافّة أرجاء العالم كانت ترتكز على المعلومات والصور التي التقطها المواطنون العاديّون هناك، وكان اعتماد تلك الوسائل الإعلاميّة على شهود العيان المتواجدين في المكان والذين عاشوا اللحظات الكارثيّة التي شهدتها المنطقة وقاموا بتسجيلها، وضمن هذا الإطار أوردت صحيفة الإندبندنت البريطانيّة، بأن كافّة قنوات التلفزة العالميّة كانت تبعث مراسليها برفقة المصورين التلفزيونيين ليس إلى المناطق المنكوبة، بل إلى المطارات التي كانت تعجّ بالمسافرين القادمين من تلك المناطق أو الذاهبين إليها، في سبيل العثور على لقطاتٍ جديدة يقومون بتسجيلها والتقاطها، إضافةً لتسجيل الشهادات والإفادات على تلك الأحداث.

المقالات المتعلقة بمفهوم صحافة المواطن