مفهوم السعادة يختلف مفهوم السعادة وسببها من شخص إلى آخر؛ فمنهم من يرى سعادته في الزواج، أو الأولاد، أو الحصول على وظيفة، أو التمكن من شراء سيارة، وغير ذلك من الأمور التي تُحدِث بهجةً في النفس، ورغم كون هذه الأسباب تؤدّي فعلاً إلى حدوث سعادة، إلا أنّها تزول مع الأيام ما لم تكن مقرونة بالآخرة، فما هو المعنى الحقيقي للسعادة في الإسلام؟
مفهوم السعادة في الإسلام السعادة حالة من صفاء النفس وطمأنينة القلب تأتي من خلال الموازنة بين مطالب الجسد والروح، وبين الراحة الشخصيّة وراحة الآخرين، وبين إعمار الدنيا وإعمار الآخرة. السعادة عندما تكون دنيويّة بحتة فهي غير كاملة وزائلة لا محالة، أمّا عند ارتباطها بالآخرة فستكون سعادة حقيقيّة لا نهاية لها.
أسباب السعادة - طلب العلم الشرعي وتعلّم العقيدة الصحيحة والأحكام الشرعيّة لتطبيقها بشكل صحيح وإرضاء الله من خلالها.
- التقرّب إلى الله بمعرفة أسمائه الحسنى وصفاته العُلا: بذلك يصبح العبد موصولاً بربّه عارفاً به مستأنساً بقربه.
- دراسة السيرة النبوية الشريفة وسيرة الصحابة الكرام والسلف الصالح.
- الحرص على الطاعات والأعمال الصالحة، والمداومة على العبادات: كالصلاة، والصيام، والزكاة، والدعاء، والصدقات، والإحسان إلى الآخرين، كل ذلك يبعث حلاوةً في النفس وانشراحاً في الصدر وسكينةً في القلب.
- ترك الذنوب والمعاصي: فهي تورث في القلب كآبةً وضيقاً.
- الرضا بقسمة الله تعالى، ومعرفة أنّ كل ما يحدث هو خيرٌ من الله، فلا يمكن أن يفعلَ الرب بعبده إلا ما يُصلِحه. هذا الرضا يُشعِر صاحبه بالسعادة.
- المداومة على ذكر الله تعالى من تسبيح وتهليل، وحمد، واستغفار، وصلاة على النبي، وحوقلة وغير ذلك.
- الحرص على صحبة الصالحين، فبهم تسكن الروح وتمضي في طاعة الله وتمشي في طريق السعادة.
- حضور مجالس العلم وحلقات الذكر التي تحفّها الملائكة؛ فمن خلالها يشعر المسلم براحة وطمأنينة تستمر معه إلى ما بعد المجلس.
- محبّة الخير للآخرين والعمل على إسعادهم وإدخال الفرح إلى قلوبهم، فكما يُقال: أَسْعِدْ تَسْعَدْ.
- ابتغاء وجه الله تعالى في المصالح الدنيويّة، كالزوجة الصالحة والولد الصالح والعمل بنيّة إرضاء الله.
- النظر إلى من هم أدنى في الرزق والصحّة والجمال وباقي الحظوظ الدنيويّة، فمتى ما فعل العبد ذلك شعر بنعمة الله عليه وأنّه أفضل من غيره.
- النظر في هموم الآخرين ومشاكلهم ومصائبهم: ليكتشف العبد بأنّ همومه أقل من هموم غيره وسيكون سعيداً بذلك.
- التفاؤل بحدوث كل ما هو جميل، وأنّ كل مصيبة مآلُها إلى زوال، فما دام العبد في طاعة ربّه سيكون سعيداً مرتاحَ البال.
- كثرة الرجوع والتوبة إلى الله؛ للتخلّص من ثِقل الذنوب والأوزار.