مفهوم التربية الأسرية

مفهوم التربية الأسرية

مفهوم التربية الاسرية

التربية الأسرية هي عبارةٌ عن مجموعةٍ من الأخلاق والسلوكيّات والقيم التي تعلّمها الأسرة لأبنائها؛ لأنّ الأسرة هي اللبنة الأساسية في حياة الفرد سواءً كانت متزنةً أو مضطربةً، وطبيعة حياة الفرد تعود إلى الأسرة وطريقة تربيتها لأبنائها، فالأسرة هي التي تبث روح المسؤولية في الأبناء وتعلّمهم احترام العادات والالتزام بالدين، واحترام الأنظمة الاجتماعيّة وتأدية الحقوق والقيام بالواجبات.

إنّ التوافق بين الآباء والأبناء يوفّر فرصةً كبيرةً للأبناء لاكتساب القيم والعادات الحسنة من أهلهم وذويهم، ويوصل الأبناء إلى بر الأمان من كل الحالات؛ فيحقّق التوازن النفسي والعاطفي، والتماسك الأسري يعلّم الأبناء الطريقة الصحيحة للعيش وتعليم أبنائهم مستقبلاً، والعكس صحيح؛ فإذا عاش الطفل في جوٍ مضطربٍ تغلب عليه المشاحنات، فسيغلب على شخصيته التناقض الانفعاليّ والنفسي، وسيترك هذا الكثير من الآثار في نفسيّة وشخصيّة الطفل مستقبلاً.

تحديات التربيّة الأسرية في هذا العصر
  • انعدام الرضا والقناعة: حيث يغلب على الأبناء في هذا العصر الطبع المادي؛ بحيث إنّهم دائمي التطلّع إلى ما ليس في أيديهم، وهذا بسبب عصر العولمة الذي نعيشه وبسبب النظام الرأسمالي الغالب على معظم الدول.
  • محاولة سيطرة الأبناء على الآباء في بعض الأسر ونجاحهم في ذلك، حتى أنّه في بعض الحالات يوجّه الأبناء تصرّفات الآباء وسلوكياتهم، فمثلاً هم من يقرّرون مكان قضاء الإجازات، وهم من يقررون ماذا يشترون ويلبسون حتى لو كانوا في سنٍ صغيرةٍ، وفي بعض الأحيان يجبرون الأهالي على لبسٍ معينٍ.
  • تدني المستوى الثقافي عند الأبناء؛ وذلك بسبب قضاء أغلب أوقاتهم على الأجهزة الذكية واللوحية، وعدم استجابتهم للأهل في قضاء بعض الوقت في القراءة أو ممارسة الرياضة، أو زيارة الأقارب وتقوية العلاقات.
  • اتساع الفجوة بين الأبناء والآباء بسبب ما يعرف بصراع الأجيال، وعدم استجابة الأبناء لأيّ نصيحةٍ من الآباء ولا الأخذ من خبراتهم والاستفادة منها.
  • ما يتعرّضون له من غزوٍ فكريٍ وثقافيٍ؛ من وسائل الإعلام المختلفة، والتي تشكل لهم مصدراً للمعلومات دون السؤال عن مدى صحتها.

حلول للتحديات التي تمرّ بها التربية الأسرية
  • إذا كان الجانب المادي يغلب على الأبناء فعلى الأهل تدعيمه بشرط تدعيم الجانب الإنساني معه، فمثلاً يحض الأب ابنه على العمل والحصول على نقود ولكن مع التوجيه السليم للوسائل الحلال التي يستطيع بها تجميع النقود، وأيضاً فليغرس بداخله ملازمة الصدقة وإطعام اليتامى ليبارك الله له في ماله.
  • إذا كان الأبناء يسيطرون على الآباء؛ فهذا بسبب تقصير الآباء بحق أبنائهم وانشغالهم عنهم معظم الوقت، فيتركون لهم حرية التصرف والسيطرة كنوعٍ من الإرضاء والتعويض، وهم لا يعلمون أنّهم بذلك يؤذونهم في تربيتهم، لذلك على الأهل إعطاء الأبناء بعض الوقت وسماع مشاكلهم وهموهم ومحاولة حلها معاً، وحتى قضاء بعض الوقت الممتع معهم وإشعارهم بأنّ لهم أهميةً كبيرةً في حياتهم.
  • لتصحيح حالة التكاسل عند الأبناء، لا بدّ للآباء من حث أبنائهم على القراءة والرياضة منذ الصغر؛ لأنّ العلم في الصغر كالنقش في الحجر، وما يتعلّمه الطفل وهو صغيرٌ لن يتركه عندما يكبر، وكما قالوا من شبّ على شيءٍ شاب عليه، وهذا يعني أن من يتعلّم شيئاً من الصعب أن يتركه حتى لو شاب.

المقالات المتعلقة بمفهوم التربية الأسرية