هو مصطلح يُطلق على دراسة كافة البنى الثقافيّة والحضارة الشرقية من وجهة نظرٍ غربيةٍ بحتةٍ، حيث يكون ذلك عن طريق تصوير جوانب من الحياة الشرقية لدى الكتاب والأدباء والروائيين الغرب، وهو أيضاً علم دراسة أحوال الشرق في العصور الاستعماريّة خصوصاً في الفترة الواقعة بين القرن الثامن عشر وحتى القرن التاسع عشر، وهذا ما يفسر أنّ كلمة الاستشراق تدل على المعنى السلبي في كثيرٍ من الأحيان، لأنها أصبحت تدل على التفاسير المضرّة والقديمة عن الحضارات الشرقية والشرقيين.
مراحل الاستشراقهناك العديد من التقسيمات التي ظهرت بخصوص الاستشراق ولعل واحداً من أهم هذه التقسيمات ما ورد في كتاب "الدّراسات الدّينيّة المعاصرة من المركزيّة الغربيّة إلى النّسبيّة الثّقافيّة: الاستشراق، القرآن، الهويّة والقيم الديّنيّة" للكاتب الدكتور المبروك المنصوري والذي يقسّم فيه مراحل الاستشراق إلى المراحل الآتية:
عهد المستشرقون إلى دراسة كافة العلوم الإنسانيّة المتعلقة بالشرق مثل التاريخ، والاقتصاد، والجغرافيا، واللغة، والآداب، والفلسفة، وعلوم الآثار، أما بالنسبة للفروع الموجودة في الجامعات الغربية والتي اختصت بدراسة أحوال الأمم السابقة وعلومهم وأخبارهم وتاريخهم فتقسم إلى: فرع دراسة الآشوريين، وفرع دراسة الإيرانيين، وفرع دراسة المصريين، وفرع دراسة العرب، وفرع دراسة الأتراك، وفرع دراسة الصينيين، وفرع دراسة الهنود، وفرع دراسة اليابانيين، وفرع دراسة كل من الساميين والسومريين.
المستشرقونمن المعروف أنّ الذين جاؤوا لدراسة الشرق من أبناء الدول الغربية كانوا أفراداً متفاوتين في المنصب والمركز والمهنة والعمل، فمنهم من جاء بلباسٍ عسكري، ومنهم من جاء بصفته معلّماً، ومنهم من جاء بصفته طبيباً، لكنهم في حقيقة الأمر عبارة عن قساوسة جاؤوا بهدف التنصير والتبشير بالدين المسيحي وقد كانوا يترددون بكثرة على مصر وسوريا ولبنان ما جعلهم موضع شك وريبة لدى الكثيرين، وبسبب غموضهم انقسم الناس من حولهم إلى قسمين:
المقالات المتعلقة بمفهوم الاستشراق