خلق الإنسان لم يخلقِ الله سبحانه وتعالى النّاس عبثاً وحاشاه سبحانه، إنّما جعل لخلقه غاياتٍ وأهدافاً نبيلة تتمثّل في أدوارٍ كثيرة يؤدّيها الإنسان في الحياة، ولا شكّ بأنّ تلك الأدوار تحقّق ذاتَ الإنسان وتعمّق صلتَه بربّه سبحانه، وتجعله فرداً صالحاً ينفع نفسه ومجتمعه الذي يعيش فيه. سنتحدّثُ في هذا المقال عن أبرز أدوارِ الإنسانِ في الحياة.
دور الإنسان في الحياة - عبادة الله سبحانه، فأهمّ هدفٍ وغاية خلق الله تعالى الإنسان لأجلها هي عبادته وحده وتوحيده وعدم الإشراك به، قال تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) [الذاريات: 56]، فالعبادة تشتمل على كلّ الفروض والمناسك التي كتبها الله على الإنسان والتي يتعبّد الإنسان بها ربّه، وهي كذلك تشتملُ على كلّ عملٍ أو قول أو اعتقاد يُتعبّد به الله جلّ وعلا، فالإنسان قد يطعم أبناءه وزوجته فيؤجر على ذلك، وقد يعمل العمل الصّالح يبتغي به وجه الله تعالى وتحقيقًا لمعنى العبوديّة له.
- تطبيق شرع الله في الأرض، فمن أهمّ أدوار الإنسان في الحياة أن يُطبّق ما أنزله الله على أنبيائه ورسله من شرائع وأحكامٍ تصلح للتّطبيق في كلّ زمانٍ ومكان، ومن مهامه كذلك الحرص على تطبيقها ورعايتها من خلال إقامة الحدود، ونشر الفضائل، والأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر.
- تبليغ دعوة الله إلى الناس، فمن أعظم مهام الإنسان في الحياة أن يقوم بدعوة أخيه الإنسان إلى دين الله تعالى، قال تعالى: (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ) [فصلت: 33].
- إعمار الأرض وإصلاحها، فقد استخلف الله سبحانه الإنسان في الأرض حتّى يعمّرها ويصلحها، فالأرض دونَ الإنسان خواء قاحلة لا ترى فيها بناءً أو عمراناً، وهي دونه موحشة لا تسمعُ فيها صوتاً يعبّر عن الحياة، وحتّى يستمرّ الإنتاج البشري والعطاء الإنساني لا بدّ من الاستمرار في العمل والجدّ وترك الكسل.
- بناء العلاقات الحسنة والإيجابيّة مع النّاس، فحتّى يتمكّن الإنسان من تحقيق أهدافه في الحياة لا بدّ أن يبني علاقات جيّدة مع أخيه الإنسان، وهذا يستلزم منه اتباع منهجٍ أخلاقي في الحياة يضبط سلوكه فيها ويجعله في صورة حسنةٍ جميلة .
- نشر المحبّة والسّلام بين النّاس، فالحياة على وجه الأرض لا بدّ وأن تتخلّلها الصّراعات والمشاكل والخلافات بين البشر، وما ينتج عنها من شحناءٍ أو بغضاء، فيكون من مهامّ الإنسان في الحياة أن يَنشرَ المحبّة والألفة بين النّاس، والعمل على إزالة أسباب الكراهيّة بينهم.