معوقات التفكير الابتكاري

معوقات التفكير الابتكاري

التفكير الابتكاري

قبل الحديث بإسهاب عن المعوقات التي تحدّ من التفكير الابتكاري والإبداعي ومن طرح الأفكار الخلاقة أو كما يُسمّى في اللغة الإنجليزية (Critical Thinking)، لا بدّ من تسليط الضوء بصورة مباشرة على مفهوم التفكير الابتكاري وأهمّ خصائصه، حيث إنّ هذا النوع من التفكير يعتبر من الأساليب الحديثة والمعاصرة التي تضمن إطلاق العنان للعقول والمواهب بالتعبير عن نفسها وإثبات وجودها بشتى الطرق، ويعدّ من أهمّ المقومات والركائز التي تقف بشكل رئيسيّ وراء التقدّم والازدهار، ويضمن التخلّص من كلّ ما هو تقليدي ورجعي.

إنّ هذا الاتجاه في التفكير تمّ اعتماده في العقود الأخيرة لدى العديد من دول العالم، ممّا جعلها في طليعة الدولة المتقدّمة التي قدمت إنجازات لا يمكن للتاريخ الإنساني أنّ ينساها، ووفرت لشعوبها الحياة الإنسانية الكريمة التي تليق بهم، على العكس من الدول النامية التي ما زالت تؤمن بالأساليب المعاكسة لهذا النمط في التفكير، والتي تقوم على التلقين والسرد، والحفظ، بمعزل عن التحليل والفهم العميق للأمور.

تعريف التفكير الابتكاري

هو أحد أهم أنماط التفكير القائمة على تهيئة مُناخ مناسب لتقديم الحلول الناجعة التي تختصر الوقت والجهد والتكاليف، وتصنع في الوقت نفسه تغييراً إيجابيّاً ملحوظاً، بحيث يسعى متبع هذا النمط بشكل دائم للتخلّص من كل ما هو بدائي وتقليدي، ويكون في رحلة بحث دائم عن الأساليب والأفكار الحديثة الجديدة التي تناسب متطلّبات المرحلة والعصر، بهدف إضفاء طابع إبداعي ابتكاري يقوم على أساس بُعد النظر الخاصّ به للمشكلات والفرص، ويرى ما هو غير واضح ومبيّن أمام الآخرين، وبالتالي يقدّم كلّ ما هو فريد.

معوقات التفكير الابتكاري
  • أسلوب التدريس المعتمد في بعض البلدان، والذي يقوم على الطريقة البنكيّة، أي إيداع المعلومات من المعلم في عقل الطالب، ثم استرجاعها في الاختبارات والامتحانات.
  • ثقافة البلد، والتي تتمسك بشكل كبير بالموروثات الاجتماعيّة البالية، والعادات والتقاليد التي أصبح بعضها لا يصّلح لهذا الزمان.
  • القمع والاستبداد والحكم الدكتاتوري الذي يمنع التفكير، ويظهر تخوفاً واضحاً من العقول المبدعة التي تسعى للبحث في المشكلات المختلفة وتقديم أفضل الحلول لها، والمطالبة بواقع أفضل، حيث إنّ حرية التفكير تعتبر من ألدّ أعداء الحكومات المستبدّة.
  • الخوف من المبادرة وانعدام الثقة بالنفس، والرهبة من التعبير عن الأفكار، ويعود ذلك إلى التربية والتنشئة التي تقوم على التبعية والانسياق بدون تفكير.
  • ضعف النظام التعليميّ، من حيث التقنيات ووفرة المعلومات، حيث إنّ هذا النوع من التفكير يحتاج إلى وعي وإدراك كبيرين وإحاطة جيدة بالأمور.
  • الفقر، حيث يجعل علاقة الأشخاص بالعمل والدراسة علاقة منفعيّة فقط، دون بذل أيّ جهود نحو التطوّر، وعدم توفّر الإمكانيات التقنية والتكنولوجيّة المساعدة على الإبداع.

المقالات المتعلقة بمعوقات التفكير الابتكاري