قبل الحديث بإسهاب عن المعوقات التي تحدّ من التفكير الابتكاري والإبداعي ومن طرح الأفكار الخلاقة أو كما يُسمّى في اللغة الإنجليزية (Critical Thinking)، لا بدّ من تسليط الضوء بصورة مباشرة على مفهوم التفكير الابتكاري وأهمّ خصائصه، حيث إنّ هذا النوع من التفكير يعتبر من الأساليب الحديثة والمعاصرة التي تضمن إطلاق العنان للعقول والمواهب بالتعبير عن نفسها وإثبات وجودها بشتى الطرق، ويعدّ من أهمّ المقومات والركائز التي تقف بشكل رئيسيّ وراء التقدّم والازدهار، ويضمن التخلّص من كلّ ما هو تقليدي ورجعي.
إنّ هذا الاتجاه في التفكير تمّ اعتماده في العقود الأخيرة لدى العديد من دول العالم، ممّا جعلها في طليعة الدولة المتقدّمة التي قدمت إنجازات لا يمكن للتاريخ الإنساني أنّ ينساها، ووفرت لشعوبها الحياة الإنسانية الكريمة التي تليق بهم، على العكس من الدول النامية التي ما زالت تؤمن بالأساليب المعاكسة لهذا النمط في التفكير، والتي تقوم على التلقين والسرد، والحفظ، بمعزل عن التحليل والفهم العميق للأمور.
تعريف التفكير الابتكاريهو أحد أهم أنماط التفكير القائمة على تهيئة مُناخ مناسب لتقديم الحلول الناجعة التي تختصر الوقت والجهد والتكاليف، وتصنع في الوقت نفسه تغييراً إيجابيّاً ملحوظاً، بحيث يسعى متبع هذا النمط بشكل دائم للتخلّص من كل ما هو بدائي وتقليدي، ويكون في رحلة بحث دائم عن الأساليب والأفكار الحديثة الجديدة التي تناسب متطلّبات المرحلة والعصر، بهدف إضفاء طابع إبداعي ابتكاري يقوم على أساس بُعد النظر الخاصّ به للمشكلات والفرص، ويرى ما هو غير واضح ومبيّن أمام الآخرين، وبالتالي يقدّم كلّ ما هو فريد.
معوقات التفكير الابتكاريالمقالات المتعلقة بمعوقات التفكير الابتكاري