تدور الأرض إلى جانب ثمانية كواكب ضمن ما يُسمّى بالنظام الشمسي، ويضّم النظام الشمسي في دورته أيضاً كويكبات ومذنّبات ونيازك وشهب، وتتفاوت هذه الكواكب الثمانية من حيث الخصائص والحجم والصفات، وهذه الكواكب مرتّبة وفقاً لبعدها عن كوكب الشمس: عطارد، والزهرة، والأرض، والمريخ، والمشتري، وزحل، وأورانوس، ونبتون.
كوكب المشترييُعدّ كوكب المشتري من ضمن قائمة الكواكب العملاقة الغازية، ويقع في المرتبة الخامسة بعداً عن كوكب الشمس، ويُعدّ الكوكب الأكبر بين كواكب المجموعة الشمسية الثمانية، ويطلق عليه لقب ملك الكواكب نظراً لكتلته الأكبر بين جميع الكواكب، وللدلالة على ضخامة حجمه فإن حجمه يساوي حجم جميع الكواكب مجتمعة مرّتين ونصف.
تفصل بين كوكبي الشمس والمشتري مسافة تصل إلى سبعمائة وثمانية وسبعين مليون كيلومتر، ويدور حول الشمس دورةً كاملة كلّ أحد عشر عاماً ونصف، ومن مكوّناته الأساسية الهيدروجين والهيليوم، ويعتقد العلماء بأن يكون للمشتري قلبٌ صخري يوازي حجمه حجم الكرة الأرضية وذلك انطلاقا من قيام عاملي الحرارة والضغط بالعمل على تغيير حالة غاز الهيدروجين وإسالته، ومن ثمّ يتم تحويله من الحالة السائلة إلى الحالة الصلبة فيُشكّل بذلك معدناً، ويشار إلى أنّ سرعة دوران المشتري حول نفسه التي تصل إلى اثني عشر كيلو ونصف في الثانية الواحدة تساهم في توليد حقل مغناطيسي تعادل قوته قوة الحقل المغناطيسي الأرضي بأكثر من عشرين ألف مرة.
البنيةتمتزج مكونات كوكب المشتري ما بين مواد غازية وأخرى سائلة، ويعتبر ثاني أكبر كوكب بعد نبتون من حيث الكثافة؛ حيث تصل كثافته ما يقارب ألف وثلاثمئة وستة وعشرين غراماً لكلّ سنتمترٍ مكعب، ويصل طول قطره عند خط الاستواء مئة واثنان وأربعون ألف وتسعمائة وأربعة وثمانون ألف كيلومتر.
يُشكّل الهيدروجين نسبةً تتراوح بين ثمانية وثمانين إلى اثنين وتسعين بالمئة من الغلاف الجوي العلوي لكوكب المشتري، بينما يُشكّل غاز الهيليوم نسبةً تصل ما بين ثمانية إلى اثني عشر بالمئة منه، وذلك نظراً لأنّ هذه النسب تُحتسب وفقاً لعدد مولات الجزيء، أمّا عند حسابها وفقاً للنسبة المئوية الكتلية فإن نسبة غاز الهيدروجين في كوكب المشتري تُشكّل حوالي 75%، بينما يُشكّل غاز الهيليوم ما نسبته 24%، وباقي النسبة عبارة عن خليط من مواد مختلفة.
تتكوّن الطبقة الداخليّة للغلاف الجوي لكوكب المشتري من كميّاتٍ قليلة نسبياً من غاز الميثان ومركبات الأمونيا، والسيليكون، ونسبة من بخار الماء، وثبت أيضاً تواجد كميّات ضئيلة جداً من الكربون والكبريت والفوسفين والإيثان، وكبريتيد الهيدروجين والأكسجين والنيون، أما فيما يتعلّق بالطبقة الأبعد فإنها تتكون من بلورات الأمونيا المتجمدة، وكميّات ضئيلة من البنزين ومركّبات هيدروكربونية، وقد اتّضح ذلك بأن قام العلماء بإجراء فحص لمكوّنات كوكب المشتري باستخدام الأشعة تحت الحمراء والأشعة فوق البنفسجية.
الغلاف الجوييُحاط كوكب المشتري بأكبر غلاف جوي؛ حيث يصل ارتفاعه إلى حوالي خمسة آلاف كيلومتر، ونظراً لكون اعتبار الغلاف الجوي لكوكب المشتري غلافاً غازياً فإنّه عندما يكون الضغط الجوي عند نقطة معينة يساوي 10 بار فإنّ ذلك يساوي عشرة أضعاف من الضغط الجوي الأرضي، ويتكوّن الغلاف الجوي من:
يُعتبر الغلاف المغناطيسي لكوكب المشتري من أكبر الحقول المغناطيسية ضمن نطاق النظام الشمسي بعد البقع الشمسية، ويشار إلى أن الفضل بنشأة هذا المجال الضخم يعود إلى تأثير التيارات الدوامية التي تُعتبر مواد موصلة، وتعمل على تأيّن غاز ثنائي أكسيد الكبريت الذي تصدره براكين سطح أحد أقمار الكوكب، فيُشكّل هالة غازية حول القمر، وتكون نتيجة عمليّة التأين وجود أيونات الأكسجين والكبريت. وتكمن أهمية هذا الغلاف فيما يلي:
يُحيط بكوكب المشتري نظام الحلقات الكوكبية والتي تتكون من ثلاث حلقات متتالية، وتتكوّن هذه الحلقات من جزيئات الغبار والجليد، وهي:
يدور حول كوكب المشتري ما يقارب أربعة وستين قمراً، أكبر أربع أقمار من بينها تحمل اسم أقمار غاليلو، وسبع وأربعون قمراً يصل طول قطرها إلى أقل من عشرة كيلومترات، وهي على النحو التالي:
المقالات المتعلقة بمعلومات عن كوكب المشتري