قصة أصحاب الأخدود من القصص العظيمة التي تم ذكرها في القرآن الكريم، وتحديداً في قوله تعالى:(قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ*النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ*إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ*وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ*وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَن يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ) [البروج:1-8].
جاءت هذه القصة لتعلّمنا معاني التضحية من أجل الدين، والثبات على الإيمان حتى لو كلّف هذا الإيمان حياة الإنسان، وفي هذا المقال سنتحدث عن قصة أصحاب الأخدود.
معلومات عن قصة أصحاب الأخدودتروي هذه القصة حكاية غلام عُرف بنباهته وذكائه، حيث كان يعيش في قريةٍ مَلكها مدّعٍ للألوهية ولا يؤمن بالله سبحانه وتعالى، وقد كان له ساحرٌ يُعينه في كل أموره، وعندما تقدّم الساحر في العمر طلب منه الملك أن يُعلّم غلاماً أمور السحر ليخلفه في مهمته، فوقع الاختيار على هذا الغلام الذكي، الذي بدأ يذهب بشكلٍ يوميٍ إلى الساحر ليتعلم أصول السحر، وفي طريقه إلى الساحر كان يُصادف راهباً يتقرّب لله تعالى بالعبادة.
جلس ذات مرّةٍ واستمع إليه فأعجبه كلامه، وكان كلما ذهب إلى الساحر مرّ وجلس مع هذا الراهب، وفي يومٍ من الأيام وأثناء ذهابه إلى الساحر وجد حيواناً عظيماً يسدّ الطريق على الناس، فأراد هذا الغلام أن يتأكد من صدق كلام الراهب، فقال:"اللهم إن كان أمر الراهب أحب إليك من أمر الساحر فاقتل هذه الدابة حتى يمضي الناس" فضرب هذا الحيوان بحجر فوقع من فوره ومات، ثم توجه هذا الغلام إلى الراهب وأخبره بما حدث فما كان من الراهب إلا أن أخبره بما يلي : "يا بنى، أنت اليوم أفضل مني، وإنك ستبتلى، فإذا ابتليت فلا تدلّ عليّ".
قد أعطى الله هذا الغلام قدراتٍ عظيمة، فكان يبرئ الأكمه والأبرص ويعالج الناس، وفي يوم من الأيام توجه إليه جليس الملك طالباً منه أن يشفيه من مرضه، حينها قال له الغلام: "أنا لا أشفي أحداً، إنما يشفي الله سبحانه وتعالى فإن آمنت به دعوت الله فشفاك"، فآمن جليس الملك وشُفي بإذن الله، فوصل الخبر إلى الملك فقام بتعذيب جليسه الذي شفي من مرضه وطلب منه أن يرجع عن دينه فرفض فنشره إلى قسمين وقتله، فدله على الغلام فأخبره بأنّه لا يشفي إلا بأمرٍ من الله.
أمر بتعذيبه فعذّبه حتى دل على الراهب الذي قام أيضاً بتعذيبه، وطلب منه أن يرجع عن دينه فرفض فنشره قسمين، وجمع الملك حشداً كبيراً من الناس وقام بصلب الفتى ثم أخذ سهماً، وقال: "باسم الله رب الغلام" فقتله، هنا صرخ الناس فقالوا آمنّا برب الغلام، حينها أمر الملك بحفر شق في الأرض، وأشعل النار فيها وأمر جنوده بتخيير الناس بالرجوع عن دينهم فرفضوا وثبتوا، حتى جاء دور امرأة ومعها طفلها الوليد فخافت عليه فأنطقه الله حتى قال: "يا أمّاه اصبري فإنّكِ على الحق"، فقدفها الجنود في النار وماتت هي ووليدها.
المقالات المتعلقة بمعلومات عن قصة أصحاب الأخدود