علم النفس هو علم دراسة السلوك، أي إنّه العِلم الذي يُعالج سلوكَ الكائنات الحيّة بشكل عام والسلوك الإنساني بشكل خاص؛ حيث يهتمّ بالبحث في النشاط السلوكي للإنسان بكافّة أشكاله الخارجيّة التي من المُمكن ملاحظتها من قبل الآخرين، والداخلية التي لا يشعر بها إلا صاحبها، بالإضافة إلى فهم الظاهرة السلوكية بكافّة جوانبها الانفعالية والعقلية والفكرية والحركية، كما يهتمّ بدراسة السلوكياّت السوية والشاذة والطرق العلاجية المناسبة، فيتناول السلوك الانساني بالتحليل والتفسير لفهم ظاهرة سلوكية مُعيّنة، ومَعرفة الأسباب التي أدَّت إلى حدوثها، ومن ثم يحاول من خلال المُعطيات التي تُفسر السلوك القيام بعمليّة التحكّم بالمُثيرات التي تُؤدّي إلى حدوث سلوك معيّن وضبطها والقدرة على التحكم في هذا السلوك.
يُساعد علم النفس أيضاً في عمليّة التنبّؤ بزمن حدوث السلوك ونوعيّته من خلال فهمه والتحكّم به فيُصبح من الممكن ترقب الاستجابات وتوقعها عند تعرّض الفرد إلى مُثيرٍ معيّن.[١][٢]
نشأة علم النفس وتطورهعُرفَ علمُ النّفس في بدايات ظهورة كفرع من فروع الفلسفة، أي إنه يقع ضمن العلوم الفلسفية التي اشتهر بها فلاسفة الحضارات القديمة كاليونان والإغريق، أمثال فيثاغورس الذي فصل بين الروح والجسد، وأفلاطون الذي عالج النفس على أنها قوة ذاتية روحية وأنّها أسمى منزلة من البدن أو الجسد، أما العلماء المسلمون فقد كانت لهم الكثير من الآراء والدراسات النفسيّة وكان أكثرهم اهتماماً بالنفس ومكنوناتها هو العالم ابن سينا، وظهرت بعدها الكثير من البحوث التي أظهرت الفرق بين الأعصاب النابذة والأعصاب الجاذبة، بالإضافة إلى إثبات وجود صلة بين مقدار الاستجابات السلوكية والفروق الفردية بين الأشخاص، وغيرها الكثير من الدراسات التي بحثت في النفس البشرية في جميع جوانبها.[٣]
تأسيس علم النفسارتبط علم النفس لمدّةٍ طويلة بالعلوم الفلسفية منذ القدم وحتى النصف الثاني من القرن التاسع عشر؛ حيث استقل علم النفس عن علم الفلسفة على يد العالم الألماني فونت الذي أسّس أول مختبر سيكولوجي يخدم الدراسات النفسية، وألّف بعدها كتاب مبادئ علم النفس الفسيولوجي، وكانت هذه انطلاقة مُشجعة للكثير من العلماء لإنشاء مختبرات أخرى تخدم علم النفس، بالإضافة إلى تتابع الأبحاث والمؤلفات وعقد الكثير من المؤتمرات العالمية لتي دعَّمت علم النفس بحيث أصبح بعد ذلك علماً قائماً بحد ذاته ، كما ظهر فرع علم النفس أكاديمياً في الجامعات الأوروبية والأمريكية كفرع مستقل.[٤]
مدارس علم النفس المعاصرةلم يتفق علماء النفس على الأسس المفسّرة للظواهر السلوكية بجميع جوانبها وعواملها، فظهرت هناك الكثير من المدراس والمذاهب النفسية التي أسّسها كل عالم من علماء النفس وفق مذهبه وتوجهاته، فظهرت مثلاً المدرسة السلوكية التي أسسها العالم الأمريكي واطسون، الذي كان يهتمّ بدراسة السلوك الخارجي والصّريح، وظهرت أيضاً مدرسة التحليل النفسي للعالم والطبيب فرويد حيث كان يهتم فرويد بدراسة وتحليل الجانب اللاشعوري من النفس البشرية، كما وُجدت أيضا مدرسة الجشطلت الألمانية التي قامت باتخاذ الطريقة الشمولية في دراسة الظواهر النفسيّة والسلوكية؛ أي دراسة سلوكٍ مُعيّن كوحدة كاملة تحتوي على العديد من العناصر والأجزاء التي إذا ما اجتمعت ظهرت بها الاستجابة السلوكية، وتُضاف إلى ذلك العديد من المدارس النفسية الأخرى.[٥]
فروع علم النفستتجلّى أهميّة دراسة علم النفس من خلال معرفة فروعه وميادينه؛ حيث بحث علم النفس بكلّ فرعٍ من الفروع النظرية والتطبيقية بشكل مفصل وشامل، ومن هذه الميادين الآتي:[٦]
الميادين النظريةتضع الميادين النظرية الأسس والقوانين العامة التي تحكم السلوك الانساني، ومنها: [٦]
تعمل الميادين التطبيقية على تطبيق القوانين والمبادئ النظرية على أرض الواقع وبشكل عملي، وكان منها:[٦]
المقالات المتعلقة بمعلومات عن علم النفس