معلومات عن الثقب الأسود

معلومات عن الثقب الأسود

هناك العديد من الأسرار والخفايا التي يُحاول الإنسان بكُلّ ما أوتي من قوّة وعِلم وإمكانيّات أن يفهمَ بعضها ويفسّرها بشكلٍ علميّ صحيح، وقد استهوى عِلمُ الفلك والنظر في الكون الإنسان منذ قديم الزمان، فكانَ الإغريق الأوائل يُحاولون رسمَ صورةٍ للكون يضعونَ فيها مواقعَ للأبراج والنُجوم، وكانت كُلّها نماذج تصوّرية أوليّة للكون، وما لبثَ العِلمَ الحديث أن نقضَ كثيراً منها مُستعيناً بالأجهزة الحديثة والتلسكوبات المتطوّرة والرحلات الفضائية التي سيّرها الإنسان للوقوف على أسرار هذا الكون العجيب.

من أكثر الأسرار التي تستهوي العُلماء هيَ الثُقب الأسود، فما هوَ الثقب الأسود؟ وكيف يتكوّن؟ وما هي الأسرار التي يحويها هذا الجِسم السماويّ؟

الثُقب الأسود

من المعروف أن لكُلّ شيء في هذا الكون ميلاداً وشباباً وشيخوخة ثُمّ مماتاً، فتنطبق هذهِ القاعدة على كُلّ المخلوقات وليست على الإنسان وحسب، ومن هذهِ المخلوقت التي تمرّ بدورة حياة كتلكَ التي ذكرناها هيَ النُجوم، وهي أجرام سماوية مُضيئة ذات أحجام كبيرة جدّاً وتحوي طاقات هائلة، والشمس هيَ أحد الأمثلة على النُجوم القريبة منّا، والنجم ينشأ بدايةً وهو عبارة عن سحابة من الهيدروجين، وقليل من غاز الهيليوم، حيث يبدأ التفاعل بينهما من خلِال التجاذب والدوران ومع ارتفاع الحرارة يحدث الاندماح فيتحوّل غالب الهيدروجين إلى الهيليوم الذي يُنتج حرارة عالية جدّاً، فيكونُ النجم بذلك ذا طاقة خارجيّة تحول دونَ انطفائهِ على ذاته وانتهائه.

لكن حينَ ينفذ الهيدروجين من النجم يُصبح مُهدّداً بالموت، وذلك لزيادة الجذب الداخليّ في النجم وهو ما يعني مُشارفتهُ على الانتهاء، فتبدأ عناصرُه الأساسيّة بالتحوّل، وتستمر سلسلة حياة النجوم وتحوّلاتها تلك، حتّى يصلَ الأمر بها إلى أن تتحوّل إلى ثُقب أسود مُعتم، وذلكَ حين تزداد كُتلتها وتزداد قوّة جذبها بشكلٍ هائلٍ جدّاً، وتكون بذلك الكثافة لهذا النجم المًسمّى بالثُقب الأسود كبيرة جدّاً مُقارنة بحجمه القليل وكُتلته الكبيرة.

أسرار الثُقب الأسود

كما قُلنا سابقاً فإنّ الثٌقب الأسود هوَ إحدى مراحل حياة النجم التي يصل فيها النجم إلى كُتلة كبيرة وحجم صغير؛ بسبب الانكفاء على الذات وبالتالي يتحقق لهُ قوّة جذب هائلة جدّاً هي الأقوى، لدرجة أنَّ أي جسم يمرّ بجانب الثُقب الأسود سوفَ يبتلعهُ ولا يستطيع الإفلات من مجال جاذبيّته، وللدلالة على شدّة جاذبيّة الثُقب الأسود فإنّ الضوء أيضاً لا يستطيع الإفلات من حقل جاذبيّة الثٌقب الأسود، وتتفاوت أحجام الثٌقب الأسود فمنها الكبيرة ومنها الصغيرة ومنها المتوسطة، وهي موجودة الآن في الفضاء كمراحل نهائية لنُجوم أشرفت على الموت.

المقالات المتعلقة بمعلومات عن الثقب الأسود