حروف الجر تُقسم الحروف في اللغة العربية إلى قسمين؛ وهما حروف المباني، التي تعرف بحروف الهجاء، وبها تتكون أبنية الكلمات في اللغة العربية وحروف المعاني التي تدخل على الجملة فتكسبها معنى جديداً وتغيّر من إعرابها ومنها: حروف النصب والجزم التي تدخل على الجملة الفعلية، وحروف الجر التي تدخل على الجملة الإسمية؛ فتعمل على ربط الكلمات، وتغيّر في إعراب الاسم الذي يليها مباشرة إلى حالة أخرى، بحيث تجره بالكسرة باستثناء بعض الحالات.
وتتكون حروف الجر من أحد وعشرين حرفاً، وتختلف معانيها من حرف إلى آخر إلا أنها تشترك جميعاً في إفادة التعدية، وهذه الحروف جميعها وردت في ألفية ابن مالك باستثناء لولا، وهذه الحروف هي: ( من، إلى، حتى، خلا، حاشا، عدا، في،عن، على، مذ، منذ، رُبّ، اللام، كي، واو، وتا،والكاف، والبا، ولعلّ، ومتى).
حروف الجر ومعانيها في اللغة العربية - من: تفيد ابتداء الغاية المكانية والزمانية والتبعيض وبيان الجنس، ومن أمثلة ذلك بالترتيب: خرج محمد من البيت إلى المسجدِ، لم يحضر أحمد من بدايةِ الدوام، قرأت من قصائدِ المتنبي، اشتريت مقعداً من الخشبِ.
- إلى: تفيد انتهاء الغاية الزمانية نحو قوله تعالى: {أتموا الصيام إلى الليلِ}، وانتهاء الغاية المكانية مثل قوله تعالى: {سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجدِ الأقصى}، وتفيد بمعنى اللام مثل قوله تعالى: {قال ربِّ السجن أحب إليَّ مما يدعونني إليه}.
- حتى: تفيد انتهاء الغاية الزمانية بالضبط نحو درست حتى الصباحِ.
- خلا: حرف جر وهو يجرالاسم المستثنى به كأن تقول: لعب الأولاد خلا محمد، وإذا سبقت بما المصدرية تكون فعلاً وأداة استثناء بمعنى عدا.
- حاشا: حرف جر وأداة استثناء تجرّ ما بعدها، ومن الأمثلة عليها وصل المسافرون حاشا واحد، وإذا سبقت بما المصدرية تصبح فعلاً.
- عدا: وهي من حروف الجر وكذلك أداة استثناء، تجرّ ما بعدها، أما إذا سبقت بما المصدرية، فإنها تصبح فعلاً تنصب مفعولاً به.
- في: تفيد الظرفية الزمانية مثل: سيبث البرنامج في الساعة ِالثامنة، والظرفية المكانية نحو الماء في الوعاءِ، وتفيد التعليل كأن تقول: دخل اللص السجن في سرقةِ.
- عن: تفيد المجاوزة نحو: ابتعد عن النار.
- على: تفيد الاستعلاء مثل الكتاب على الطاولة، والاستعلاء المجازي نحو: يفضّل المعلم أحمد على سامي في الدراسة، والتعليل كأن تقول: أشكرك على وقوفك جانبي في حل المشكلة.
- مذ ومنذ: تفيدان ابتداء الغاية الزمانية، إن كان الزمان ماضياً ويكونان بمعنى "من"، كأن تقول ما كلمته منذ/ مذ البارحة، وتكونان بمعنى في إذا كان الزمان حاضراً، نحو: ما رأيتك مذ / منذ الصباح، ويشترط في عاملهما أن يكون فعلاً ماضياً منفياً.
- رُبَّ: تفيد الإكثار والتقليل، وهي لا تجرّ إلا النكرات، نحو: رُبَّ حال أفصح من مقال، أما التكثير فنحو: رُبَّ أخ لك لم تلده أمك.
- اللام: تفيد الاختصاص والملك، مثل: الحمد لله والملك لله، والتعليل: كأن تقول حزنت لفراق صديقتي، وقد تكون زائدة في الجملة.
- كي: تفيد الملكية والتعليل، ومثال ذلك درست كي أنجح، وإذا وقعت بعد أن المصدرية تفيد النصب.
الواو: تفيد القسم، نحو: واللهِ إنه صادق
- تاء القسم: تفيد القسم وهي أضيق الحروف نطاقاً، وهي مختصة لاسم الجلالة دون غيره، نحو: (تالله، ترب الكعبة، تربي).
- الكاف: تفيد التشبيه نحو قوله تعالى:{ مثل نوره كمشكاةٍ}.
- الباء: حرف جر ومن معانيها مع الأمثلة الاستعانة، نحو: كتبت بالقلم، ومجازياً، نحو: مررت بدارك، والتعليل، نحو: بجهدك نجحت، والتعدية، نحو: ذهبت بفضلك، والمقابلة والبديل، نحو: خذ اللعبة بدينار، والبديل بلا مقابلة، نحو: ليت له بماله عافية، وتفيد الظرف، نحو: مررت بالمدرسة، والمصاحبة، نحو: اذهب بأمان، والقسم، نحو: أقسمت بالله.
- لولا: إذا اتصلت بضمير تكون حرف جر، نحو: (لولاي، لولاك، لولاه)، وهو حرف جر شبيه بالزائد.