من الطبيعيّ أن يكون هناك تفاوُتٌ واختلافٌ في مستوى حياة الشّعوب؛ ففي الوقت الذي توجد فيه شعوبٌ غنيّةٌ توجد شعوبٌ فقيرةٌ جداً وهذا هو حال الدّول، فهناك من عملت حكوماتها على توفير مستوى حياةٍ متقدمٍ لهم، من خلال استغلال مواردها الطبيعية بشكلٍ أفضل من حكوماتٍ أخرى، فتقدّمت بعضها وبقيت الأخرى على حالها مما أدّى إلى اتّساعِ الفوارِقِ بين شعوب العالم.
كُلَّما تقدّمت الدولةُ وزاد إنتاجُها زادت حاجتُها إلى موادّ أوليّةٍ؛ لتحقيق استمراريّة تقدمها، فتتّجه إلى الدُّول الضعيفة غير القادرة على استغلال مواردها الطبيعية، وتعقد معها الاتّفاقيات غير المتكافئة لاستغلال مواردها لسنواتٍ طويلةٍ ويشمل ذلك ضمنيّاً نشر لُغتِها والهيمنة الثقافيّة.
مفهوم الهيمنة الاقتصاديةلمفهوم الهيمنة معانٍ واسعةٌ ومتشعّبةٌ حسب موضوع استعمالها، إلا أنّ مدلولَها العامّ يركّز على الخضوع والتسلُّط، فالهيمنة العسكريّة تعنى تسلّط دولةٍ قويّةٍ على دولةٍ ضعيفةٍ عسكريّاً واحتلال جزءٍ من أراضيها، أمّا الهيمنةُ ثقافيّة فتعني تخلّي الدولة الضعيفة عن ثقافتها الخاصّة ونشر ثقافة الدول القويّة بحكم اتّفاقيّات بين الدولتين مقابل المساعدة الماليّة مثلاً.
محور الهيمنة الاقتصاديّة يعني سيطرة دولةٍ قويةٍ على موارد الدولة الضعيفة، وتسخير عناصر الإنتاج فيها لصالح الدولة القويّة، وأحياناً تمارِسُ الهيمنة الاقتصاديّة شركاتٌ صناعيةٌ عملاقةٌ فتسيطر على اقتصاديات دولٍ كثيرةٍ، وقد ظهرت هذه الشركات في النظام الاقتصاديّ الرأسماليّ في أوروبا.
بعض مظاهر الهيمنة الاقتصاديةالمقالات المتعلقة بمظاهر الهيمنة الاقتصادية للدول المتقدمة