مضيق باب المندب

مضيق باب المندب

مضيق باب المندب

مضيق باب المندب عبارةٌ عن ممرٍ مائيّ طبيعيّ يصل ما بين البحر الأحمر والمحيط الهندي، يقول الجيولوجيون أنّ هذا الممر نشأ نتيجة تباعد قارة أفريقيا عن قارة آسيا بسبب حدوث الأخدود الأفريقي العظيم في أواخر الحقبة الجيولوجيّة الثالثة في عصر الميوسين والبليوسين.

التفاصيل الجغرافية

تبلغ المسافة بين حافتي هذا المضيق حوالي 30كم تبدأ من رأس منهالي على الساحل الآسيوي إلى رأس سيان على الساحل الإفريقي، وتقسم المضيق جزيرة تسمّى جزيرة بريم (تتبع هذه الجزيرة إلى الجمهورية اليمنيّة) إلى قسمين فيصبح المضيق مكوناً من قناتين قناةٌ شرقيةٌ تعرف باسم باب اسكندر، ويبلغ عرضها حوالي 3كم بعمق 30م، أمّا القناة الثانية فتسمى قناة دقة المايون، يبلغ عرضها حوالي 25كم، وعمقها حوالي 310م وتعتبر هذه القناة هي الممرّ الرئيسيّ في المضيق.

الأهمية الاقتصادية

لقد كان للمضائق المائية أهميةً كبيرةً على مرّ التاريخ خاصةً بعد أن زادت معرفة الإنسان بالبحر وأسراره، فساعد على حركة النشاط التجاري بين شعوب العالم خاصّةً الواقعة على السواحل البحرية وقد امتهنت بعض الشعوب التجارة البحرية وأتقنوا صناعة السفن.

احتل مضيق باب المندب أهميةً عالميةً بعد افتتاح قناة السويس 1869م فتحوّل إلى أهمّ الممرات المائية التي تربط دول أوروبا بالبحر المتوسط شمالاً وعالم المحيط الهندي في الجنوب إلى شرق القارة الأفريقية جنوباً، ومما زاد من أهمية هذا الممر هو ملائمة عرض وعمق الماء لمرور السفن الكبيرة فيبلغ عرض القناة التي تعبر منها السفن والتي تقع بين جزيرة بريم واليابس الأفريقي حوالي 16كم وعمقها يتراوح بين 100 ــ 200م مما يسمح لجميع أنواع السفن والناقلات النفطية بعبور الممر بكل يسرٍ وعلى محورين متعاكسين دون الحاجة إلى الانتظار.

لقد تضاعفت أهمية مضيق باب المندب أكثر وأكثر بعد اكتشاف النفط في أراضي الدول الواقعة ضمن حوض الجزيرة العربية، إذ يتم توصيل النفط إلى موانئ البحر الأحمر ومنه بواسطة الناقلات العملاقة إلى الأسواق الأوروبية، إنّ أهمية هذا المضيق كممرٍ مائيّ عالميّ ترتبط إلى حدٍّ كبيرٍ باستمرارية بقاء قناة السويس ومضيق هرمز مفتوحَين للملاحة ، وذلك لأنّ أيّ تهديدٍ لخطوط الملاحة في هذه الممرات يحوّلها إلى طريق رأس الرجاء الصالح جنوب القارة الأفريقية.

يجب ألا يغيب عن أذهاننا أطماع الدول الصناعيّة بمضيق باب المندب كغيره من الممرات المائية الأخرى، إذ تخضع إدارة هذه الممرات إلى إدارةٍ عالميةٍ لحمايته وضمان استمرارية عمله فلا يسمح للدول المجاور له بالتدخل في شؤون الملاحة فيه.

المقالات المتعلقة بمضيق باب المندب