مراحل جمع القرآن الكريم

مراحل جمع القرآن الكريم

مراحل جمع القرآن الكريم

أنزل الله تعالى على سيّدنا محمّد عليه الصّلاة والسّلام القرآن الكريم ، لتكون معجزة الوحي الخالدة إلى قيام السّاعة، فكانت الحكمة الرّبانيّة أن تتنزّل آيات القرآن الكريم منجّمة متفرقة حسب الأحداث من بعد أن نزل القرآن الكريم جملةً واحدة إلى السّماء الدّنيا في شهر رمضان في ليلة القدر تحديدًا.

ولقد تعهّد الله سبحانه وتعالى حين أنزل القرآن الكريم بحفظه، بل إنّ النّبي صلّى الله عليه وسلّم حينما كانت تتنزّل عليه آيات القرآن الكريم كان يسارع إلى تردديها خوفاً من نسيانها؛ فقال تعالى مخطاباً له: "ولا تتعجّل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه"، وفي الآية الأخرى قوله تعالى: "إنّا نحن نزلنا الذّكر وإنّا له لحافظون"، فالقرآن الكريم إذن محفوظ حفظًا ربانيًّا قدريًّا من الله تعالى مهما حاول العابثون والمبطلون أو مكروا لتغيير حرف منه فلن يفلحوا ولو كان بعضهم لبعض ظهيرًا.

ولقد التف حول النّبي عليه الصّلاة والسّلام عددٌ من الصّحابة رضوان الله عليهم الذين سمّوا بكتّاب الوحي، حيث كانوا يكتبون آيات القرآن الكريم في سطور الصحف، ومن هؤلاء الصّحابة زيد بن ثابت، وأبي بن كعب، وإياس بن سعيد بن العاص وغيرهم. ولم يأمر النّبي الكريم بجمع القرآن على نسخة واحدة ومصحف واحد لأنّ الآيات استمرت بالنّزول إلى يوم وفاة النّبي الكريم، وحينما انتقل النّبي الكريم إلى الرفيق الأعلى كانت آيات القرآن الكريم محفوظةً في صدور الصّحابة، وفي الرّقاع، والعسب، والأكتاف.

وفي عهد سيّدنا أبي بكر الصّديق رضي الله تعالى وعنه وحينما ارتدت كثيرٌ من قبائل العرب بمنعها أداء الزّكاة إلى بيت مال المسلمين فقاتلهم أبو بكر الصّديق في معارك عدّة كان من بينها معركة اليمامة، حيث فقد كثيرٌ من القرّاء حفظة القرآن الكريم، فخشي سيّدنا عمر بن الخطّاب رضي الله عنه أن يذهب شيءٌ من القرآن الكريم بذهاب حفظته؛ فأشار على أبي بكر الصّديق أن يقوم بجمع القرآن وأقنعه بذلك من بعد أن راجعه عدّة مرّات، فجمع القرآن في نسخة بقيت عند الخليفة وكانت هذه هي المرحلة الأولى لجمع القرآن الكريم.

ثمّ جاءت المرحلة الثّانية من مراحل جمع القرآن الكريم وذلك في عهد الخليفة عثمان بن عفّان رضي الله عنه حيث لاحظ وبسبب توسّع الدّولة الإسلاميّة واختلاطها مع كثيرٍ من اللهجات والأقوام اختلاف قراءة القرآن الكريم في بعض الأمصار، فقرّر جمع النّاس على مصحفٍ واحد وقراءة واحدة وقد سمّي هذا المصحف بمصحف عثمان.

المقالات المتعلقة بمراحل جمع القرآن الكريم