مدينة يافا

مدينة يافا


مدينة يافا

تقع في فلسطين المحتلّة في الجهة الشرقية من البحر الأبيض المتوسط، وتبعد عن العاصمة الفلسطينيّة القدس مسافة خمسة وخمسين كيلومتراً إلى الجهة الغربية منها، وفلكياً تقع عند دائرة عرض اثنتين وثلاثين درجة في الجهة الشمالية، وعلى خط طول أربع وثلاثين في الجهة الشرقية، وتعتبر واحدة من أهم المدن الفلسطينيّة التاريخية؛ نتيجة موقعها الاستراتيجي ومساحتها ومعالمها الدينيّة والأثرية، وكانت لسنوات طويلة مشرفة على التجارة والمواصلات ما بين فلسطين والدول المجاورة الآسيويّة والأوربية والأفريقية ومناطق حوض البحر الأبيض المتوسط، وبقيت تحتل هذه المكانة إلى فترات طويلة، وفي العام 1948م وعندما وقعت النكبة هُجّر عدد كبير جداً من سكانها، وحالياً يسكنها حوالي ستين ألف نسمة معظمهم يهود، ونسبة قليلة من العرب المسلمين والمسيحيين، ويوجد فيها العديد من الأماكن والمعالم أبرزها المسجد الكبير وكنيسة القلعة وتل الجريشة، إضافةً لساحة العيد وساحة الساعة، ومجموعة من الحمامات القديمة.

 

التسمية

اسمها مشتق من الكلمة الكنعانية "يافا" والتي تعني المنظر الجميل، وتشير جميع الكتب والأدلة التاريخيّة على أنّ جميع الأسماء التي أُطلقت عليها كانت تعني الجمال، وبعض المؤرّخين نسبوا هذا الاسم إلى أحد أبناء سيدنا نوح عليه السلام، الذي بدوره أسس المدينة بعد أن حدث فيها طوفان، وأقدم اسم سُجّل لها كان يوبا أو يبو وهي كلمة هيروغليفية تعود إلى عهد تحتمس الثالث أي في منتصف الألف الثاني لما قبل الميلاد.

 

التاريخ

تمّ تأسيسها في الألف الرابع لما قبل الميلاد على يدّ الكنعانيين، وكانت تعتبر مركزاً تجارياً مهماً في المنطقة ككل، ومنذ تلك الفترة بدأ الساحل الفلسطيني يشهد وجوداً للبشرية والسكان، تحديداً عندما بدت لهم يافا موقعاً جميلاً ومريحاً، مما أدى إلى ازدهارها في العصور القديمة بعد ذلك، فاحتلوها الفراعنة وحكمها الأشوريون والبابليون والفارسيون، وكانت على علاقة وثيقة باليونانيين، كما حكمها كلٌّ من الرومانيين والبيزنطيين، وفي تلك الفترات كان سكانها يعتنقون الديانة المسيحيّة.

ويُقال إنّ من أهم الأحداث التي جرت فيها نزول سيدنا يونس عليه السلام في شواطئها تحديداً في القرن الثامن ما قبل الميلاد؛ بحيث ركب منها سفينة ذاهباً إلى ترشيش، وفتحها المسلمون على يد عمرو بن العاص في العام نفسه الذي دخل فيه الصحابي عمر بن الخطاب إلى مدينة القدس، ومنذ تلك الفترة وهي تحتل مكانة دينية هامة، إضافةً إلى مكانتها التجارية بحيث كانت مرفأً للحجاج، وفي العام 1885م تأسس فيها أول مجلس بلدي، تحديداً خلال الحكم العثماني.

 

المقالات المتعلقة بمدينة يافا