تتميّز مدينة عين ولمان بتاريخها العريق؛ حيث إنّها احتضنت العديد من الشعوب والأعراق المختلفة كالرومانيين والعرب، إضافةً للبدو الرحل الذين وصلوا إليها مع نهاية القرن السادس عشر، تلاهم الأتراك ومن ثمّ استعمرها الفرنسيّون. تشهد الآثار الرومانيّة المنتشرة في عين ولمان على تاريخها العريق، ومن تلك الآثار التي تعود للحضارة الرومانيّة التي تواجدت على أرضها عددٌ من القبور الرومانيّة.
يُقال بأنّه في القرن الثامن وصل إليها عقبة بن نافع، وقام بتشييد عيادة لسلاح الفرسان على سفح الجبل بالتعاون مع أهالي المنطقة. يتكوّن سكان المدينة من عنصرين هما العنصر البربري والمتكوّن من بربر زناتة وبربر صنهاجة، والعنصر العربي الذي استقرّ بكثافةٍ عالية بعد النزوح الهلالي لدول المغرب العربي.
بدأ تطوّر المدينة على هيئة كتلة عام ألفٍ وثمانمئةٍ وخمسٍ وعشرين، وتمّ احتلالها من قبل الفرنسيين عام ألفٍ وثمانمئةٍ وواحدٍ وسبعين، وكان وصول هذا الاحتلال بدايةً إلى منطقة قصر الطير، وقد جوبه هذا الاستعمار بمقاومةٍ وطنيّة شرسة جنباً إلى جنب مع أحمد باي والأمير عبد القادر الجزائري. بعد السيطرة الفرنسيّة على المدينة، أطلق عليها اسم بلديّة كولبار، وتمّ تَعيين أوّل قائد للبلديّة بعد إطلاق التسمية الحديثة عليها وكان القائد هو أحمودة.
قاومت المدينة الاستعمار، وضربت أروع الأمثلة في الصمود والبطولة والشجاعة بعد مشاركة سكانها في الحرب التحريريّةِ الكبرى، وقدمت العديد من الشهداء في سبيل التحرّر والخلاص ونيل استقلالها عن هذا الاستعمار، وفي عام ألفٍ وتسعمئةٍ واثنين وستين أطلق عليها اسم عين ولمان، وهي تسمية تعني عين الصوف، وهي مزيجٌ بين البربريّة والعربيّة.
في عام ألفٍ وتسعمئةٍ وأربعٍ وسبعين، أجري تقسيمٌ إداري للمدينة؛ حيث ضمّت دائرة عين ولمان عدداً من البلديّات، وهي: قلال، وقصر الطير، وقجال، وعين الحجر، وعين أزال، وأولاد تبان، وأولاد سي أحمد، وبئر حدادة، وصالح باي. وفي التقسيم الإداري الذي تمّ إجراؤه عام ألفٍ وتسعمئةٍ وخمسٍ وثمانين أصبحت دائرة المدينة تضمّ خمس بلديّات فقط، وهي: قصر الأبطال، وبلديّة عين ولمان، وأولاد سي أحمد، وقلال، وبئر حدادة.
المقالات المتعلقة بمدينة عين ولمان