يعود تأسيس مدينة عدن القديمة إلى القرن السّادس قبل الميلاد، وكلمة عدن أو عادن تعني: أقام في المكان، وقد ورد ذكرُها في سفر حزقيال في كتاب التّوراة، وسمّاها اليونانيّون العربيّة السّعيدة، وقد ذُكرت في أكثر من حديث للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فقال: (إنّ حوضي أبعدُ من أيلةَ من عدنٍ) [ صحيح مسلم]، كما ذكر الطّبريّ بأنّ سبب التّسمية يعود إلى عدن بن عدنان، وقال ابن خلدون في وصفها: (وعدن هذه من أمنع مدائن اليمن)، كانت تُلقّب بعين اليمن، أما حالياً فهي تأتي في المقام الثّاني من حيث الأهمّيّة بين المدن اليمنيّة بعد صنعاء، وهي عاصمة الاقتصاد اليمنيّ، ومن المدن التّوأمة لها: اللاّذقية، وشنغهاي، وجيبوتي. يبلغ عدد سّكان مدينة عدن ثمانمئة وخمسة وستّين ألف نسمة، يتحدّثون عدّة لهجات، منها: الحضرميّة، والتّعزيّة، والعدنيّة، والبدويّة.
الموقع والمساحةعدن مدينة ساحليّة، تقع في الجهة الجنوبيّة من اليمن، على خليج عدن الواقع على المحيط الهنديّ وبحر العرب، تحدّها من الجهة الشّماليّة والشّرقيّة محافظة لحج، بينما من الجهة الشّماليّة الغربيّة فتحدّها محافظة أبين، وتبلغ مساحتها حوالي سبعمئة وستّين كيلومتراً مربّعاً، وترتفع عن سطح البحر مسافة تُقدّر بستّة أمتار، وتبعد عن مضيق باب المندب حوالي مئة وسبعة وسبعين كيلومتراً.
التّاريخخضعت عدن إلى حكم مملكة أوسان القديمة، ثمّ توالى على حكمها ملوك سبأ في القرن السّابع قبل الميلاد، وخضعت إلى ملوك حمير في عام مئتين وخمسة وسبعين ميلاديّة، ومن بعدهم سقطت تحت حكم الإمبراطوريّة السّاسانيّة، وذلك في عام ستّمئة وواحد وسبعين ميلاديّة، ومع بداية الدّعوة الإسلاميّة عام ثمانمئة وتسعة عشرة ميلاديّة حكمتها دولة بني زياد، وبعدها الصّليحيّون، والأيّوبيون، والدّولة الرّسوليّة في القرن السّادس عشر، كما احتلّها العثمانيّون، ومن بعدهم الإنجليز عام ألف وثمانمئة وتسعة وثلاثين ميلاديّة، في حين نالت استقلالها بزعامة قحطان محمد الشّعبي عام ألف وتسعمئة وسبعة وستّين ميلاديّة.
أهمّ المعالم التّاريخيّة والأثريّةالمقالات المتعلقة بمدينة عدن قديماً