مدينة صناعة السيارات بأمريكا

مدينة صناعة السيارات بأمريكا

مدينة صناعة السيارات بأمريكا

تعتبر صناعة السيارات في أمريكا من الصناعات الرائجة كثيراً، ولكن في أمريكا هناك مدينةr واحدةٌ مشهورةٌ جداً بصناعة السيارات وهي مدينة (ديترويت)، حتى أنّه أطلق عليها اسم مدينة صناعة السيارات أو "motor city"، وهذه المدينة هي من أكبر مدن الولاية الأمريكيّة المعروفة (ميشيغان)، وتقدر مساحة ديترويت بـ 370.2 كم²، وهي قريبةٌ من نهر ديترويت في مقاطعة وين.

قام التجار الفرنسيون عام 1701م بتأسيس ديترويت، وكبرت شيئاً فشيئاً حتّى أصبح عدد سكانها اليوم ما يقارب 681.090 نسمةً، ومن حيث المدن الأمريكية فهي تعدّ المدينة العاشرة لعام 2000م، ولصناعة السيارات في هذه المدينة شأنٌ كبيرٌ؛ فهي عمود الاقتصاد فيها، وأكبر صناعاتها.

صناعة السيارات واقتصاد ديترويت

تعتبر مدينة ديترويت المقر الرئيسيّ لصناعة السيارات عالمياً؛ فمنها بدأت صناعة السيارات وانطلقت إلى العالم، ويوجد فيها المقرات الأساسية لشركات السيارات المعروفة: فورد، وجنرال موترز، وكرايسلر، حيث كانت هذه الشركات الثلاث تحلم بصنع سيارةٍ لكل شخصٍ أمريكيٍّ، حسب الميزانية والغرض، وقامت شركة فورد بوضع أسلوبٍ لخطّ التجميع وتطويره، وهو الذي غيّر طريقة صناعة السيارت بشكلٍ جذريٍ بسبب الإمكانيّات التي وفرت إنتاجاً كميّاً كبيراً، وتحكماً في الميزانية، والوقت، أمّا شركة جنرال موتورز فهي الشركة الأولى التي وصلت إلى إيراداتٍ بقيمة مليار دولارٍ، وقامت بتطوير أساليب إدارة وإنتاجٍ جديدةٍ كليّاً جعلتها قوةً اقتصاديةً كبيرةً جبارةً.

في وسط المدينة ديترويت يعمل ما يزيد عن 80.500 شخصٍ، منهم نسبةٌ تعمل في قطاع صناعة السيارات، القطاع الاقتصاديّ الأول في المدينة، حيث تصنّع السيارت وتباع في المدينة، والولاية، وحتّى خارج الولايات المتحدة الأمريكية، ولكن المدينة لم تعتمد على هذه الصناعة فقط، بالرغم من أنّها تجني الكثير من المال بسببها، ولكنّها عمدت إلى التشكيل في قطاع العمل، والتقليل من نسبة البطالة التي بلغت في عام 2012 حوالي 15.8%.

فقامت المدينة بتوفير شبكةٍ لاسلكيةٍ للإنترنت بشكلٍ مجانيٍ، ووضعت الكثير من الحوافز لرجالِ الأعمال، وأنشأت الكثير من المباني الشاهقة، حتى أنّ المدينة أصبحت مقراً لأغلب الشركات الكبرى والمهمة، وأهمها شركات السيارات المعروفة عالمياً؛ وشركة أون ستار، وإتش بي، وغيرها، وكان لشركات السيارات بشكلٍ خاصٍ فضلاً كبيراً في ارتقاء الكثير من العاملين، فهي كانت تدرّب وتطوّر من كانت مهاراتهم بسيطة، ولم تكن تخرج أياً من عمالها؛ حيث كان التقدّم الوظيفيّ فيها مضموناً، حتى أنّ معدل رواتبها هو الأعلى في أمريكا، ولذلك ازدهرت صناعتهم بسرعةٍ كبيرةٍ، وتطورت وجعلت اسم المدينة مرتبطاً بصناعة السيارات، ولكن ذلك لم يستمر طويلاً؛ ففي عام 2013 أعلنت المدينة إفلاسها لتصبح أكبر مفلسٍ في تاريخ أمريكا، وارتفع فيها معدل البطالة إلى حدٍ كبيرٍ جداً.

بالرغم من إفلاس المدينة إلّا أنّ بصمتها في كثيرٍ من المجالات لا تُنسى، وظلّت عالقةً في الذاكرة، ففيها تمّ إنشاء أول طريقٍ معبدٍ بطول ميلٍ في أوائل القرن الماضي، وأيضاً فيها حُفرَ أول نفقٍ للسيارات من تحت البحر؛ حيث ربط النفق بين أميركا وكندا، وتحتوي المدينة على الكثير من المتاحف؛ منها متحف ومعرض هنري فورد؛ وهو أكبر وأضخم متحفٍ مكشوفٍ ومغلقٍ، وهو مهتمٌ بتاريخ قارة أمريكا الشمالية، وفيه يوجد الباص الذي ركبت فيه (روزا باركس الأفريقة) عندما لم تتنازل عن مقعدها لرجلٍ أبيض بسبب التفرقة العنصرية التي كانت سائدةً آنذاك، وبعدها حصل السود في أمريكا على حقوقهم كاملةً، وهذه المتاحف الموجودة فيها ظلت دليلاً على الصناعة، والتطور العظيم الذي حدث فيها في فترةٍ من الفترات.

المقالات المتعلقة بمدينة صناعة السيارات بأمريكا