مدينة حفر الباطن

مدينة حفر الباطن

مدينة حفر الباطن هي واحدة من المدن التابعة لمحافظة منطقة الشرقية الموجودة في شمال شرق السعودية، حيث تبلغ مساحة هذه المدينة ما يقارب المئة وأربعة وأربعين كيلومتراً مربعاً، وتبعد هذه المدينة عن العاصمة الرياض مسافة خمسمئة كيلومتر مربع، و سنذكر في هذا المقال معلومات تفصيلية عن مدينة حفر الباطن.

تاريخ مدينة حفر الباطن

كانت هذه المدينة في القرن الهجري الأول عبارة عن طريق موجود في صحراء بني العنبر، وقد كان الحجّاج يعبرون هذه الطريق في رحلتهم من العراق وحتى الجزيرة العربية، كما كانت هذه المنطقة تعاني من ندرة الماء فيها، وقد وصلت هذه الشكوى إلى الصحابي الجليل أبو موسى الأشعري الذي كان والياً خلال ذلك الوقت وتحديداً في فترة حكم الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه، وقد ذكر ذلك ياقوت الحموي في كتابه معجم البلدان ووصف كيف استطاع أبو موسى حلّ مشكلة ندرة الماء وإخراج المياه العذبة في هذه المنطقة حيث قد تمّ بناء العديد من الآبار في هذه المنطقة وتحديداً في أعمق منطقة فيها والتي تعرف باسم شعب الوادي، حيث كان عدد الآبار في البداية حوالي خمسة آبار وذلك في السنة السابعة عشر للهجرة، وفيما بعد وصل عدد هذه الآبار إلى سبعين بئراً وزيادة، ويعتبر ذلك عدداً هائلاً مقارنةً بمساحة المنطقة المحدودة، ممّا جعل هذه الآبار تعتبر من أشهر مياه العرب، حيث ورد ذلك في المعجم الجغرافي في عام ألفٍ وثلاثمئةٍ وعشرين.

تم تقسيم آبار حفر الباطن على النحو التالي: أربعون بئراً للحفر، منها أحد عشر بئراً صالحاً للشرب، حيث تقع هذه الآبار على وجه التحديد في سهلٍ واسعٍ يبلغ قطره حوالي ثلاثة أميال، وقد كانت المسافة بين هذه الآبار تتراوح ما بين ميل ومئة ياردة في بعض الأحيان، كما بلغ عمق هذه المياه حوالي ثلاثين قدماً، وتتميّز المياه الموجودة في هذه الآبار بأنّها فاترة، حيث تتصاعد الأبخرة في الصباح من أفواه هذه الآبار، ويتمّ استخراج المياه منها بطريقةٍ خاصةٍ نظراً لعمق قعرها.

في القدم بقيت هذه الآبار ملكاً للعديد من القبائل العربيّة، أمّا في القرن العشرين فهذه الآبار تقع ضمن صحراء الصمان والتي تشكّل مراعي لقبيلة مطير، ويشار إلى أنّ قبيلة الظفير تعتبر القبيلة الأولى التي استوطنت مدينة حفر الباطن.

مناخ مدينة حفر الباطن

يعتبر مناخ هذه المدينة متقلباً بشكلٍ عام، ويكون الصيف حاراً وجافاً حيث تتراوح درجات الحرارة بين خمسة وثلاثين وخمسةٍ وخمسين بالإضافة إلى وجود العديد من الزعابيب الرملية الشديدة والعواصف، أمّا شتاء هذه المدينة فيتميّز بأنّه بارد جداً وقارس، وتهطل الأمطار في فصل الربيع حيث يكون الطقس معتدلاً وجميلاً ولعلّ هذا هو سبب إطلاق لقب عاصمة الربيع على هذه المنطقة.