مدينة تورينو الإيطالية

تورينو هي إحدى المدن الإيطاليّة الواقعة في الجهة الشماليّة الغربيّة من البلاد، وتحديداً على ضفة نهر بو الغربيّة، وتعدّ المدينة من الأماكن الثقافيّة والتجاريّة المهمة في البلاد، إضافةً لكونها عاصمة إقليم (بيمونتي) وأكبر المدن فيه، والعاصمة الأولى لإيطاليا الموحدة في الفترة الواقعة ما بين عامي ألفٍ وثمانمئةٍ وواحدٍ وستين، حتّى عام ألفٍ وثمانمئةٍ وخمسةٍ وستّين.

تبلغ مساحة مدينة تورينو حوالي 130,17 كم²، ويبلغ عدد سكانها دون الضواحي حوالي تسعمئة ألف نسمة، أمّا عددُهم مع ضواحيها فإنهم يتجاوزون المليون ونصف نسمة. تبعدُ مدينة تورينو عن الحدود السويسريّة والفرنسيّة حوالي مئة كيلومترٍ من الجهتين الشماليّةِ والغربيّة على التوالي.

تعتبر تورينو واحدة من المدن الأوروبيّة المزدهرة، إضافةً لهذا فإنها تتمتّع بأحدث التطورات المعماريّة والتقنية، وتتميّز بتاريخٍ ثري وثقافةٍ عالية. تشتهرُ المدينة بمعارضها الفنيّة وكنائسها ومطاعمها وقصورها وساحاتها ودور الأوبرا فيها، إضافةً لحدائقها ومتنزهاتها ومكتباتها ومسارحها ومتاحفها والعديد من الأماكن الأخرى المميزة، وهي مشهورة بزخرفة الركوكو الخاصة بها، وفن الباروكية وهندسة الأرت نوفو و الـ (نيوكلاسيكيّة) أو الحركة الكلاسيكيّة الحديثة.

من أشهر مهندسيها المعماريّ الصقلّي (فيليبّو يوفارا) الذي بنى العديدَ من ساحاتها العامّة، إضافةً لبنائه الحدائق والقلاع والقصور فيها مستخدماً في عمليّة البناء تلك نمط فرساي الكلاسيكيّ والنمط الباروكي، ومن الشواهدِ على نمط فرساي الكلاسيكي (النمط الفرنسي) في المدينة القصر الملكيّ، وبازيلكيّة سوبيرغا التي تقعُ على جبل ساسي بالقرب من المدينة، والتي تعتبر مقصداً للعديد من الحجاج المسيحيين الوافدين إليها باستمرار، وبالاتسينا دي كاكشيا في ستوبينيجي والذي يعني قصر الصيد.

يطلق على مدينة تورينو في كثيرٍ من الأحيان اسم (مهد الحريّة الإيطاليّة)، ويرجع السبب في تلك التسمية كونها وطناً للعديد من سياسييّ إيطاليا البارزين، والأشخاص الذين كان لهم الفضل الكبير في توحيد إيطاليا، ومنهم: (كاميلو باولو فيلبو كونت كافور) الذي يُعزى إليه السببُ في توحيد إيطاليا.

تحتوي المدينة على أفضل الجامعات، والأكاديميّات، والكليّات، والقاعات الرياضيّة في البلاد بشكلٍ عام، ومن أهم تلك الجامعات (جامعة البوليتكنك)، التي تعتبر واحدة من أرقى الجامعات في العالم في مجالات الهندسة والهندسة المعماريّة. من أهم وأعرق متاحف المدينة (المتحف المصري)، ومن أهمّ معالمها البارزة مول أنطونيليانا الذي يضمّ المتحف الوطني للسينما، ويعتبر مول أطول متحفٍ على نطاق العالم.

كانت المدينة في وقتٍ سابق تعتبر المركز السياسيّ الرئيسي في أوروبا، أقامت فيها سلالة سفويا أو سفوي، وهي الأسرة المالكة التي حكمت إيطاليا في وقتٍ سابق، تراجعت أهميّة المدينة السياسيّة إبان الحرب العالميّة الثانية، وأصبحت تشكل مفترقَ طرقٍ رئيسيّة للصناعة والتجارة في أوروبا، وهي اليوم تشكّل أحدَ المراكز الصناعيّة الرئيسيّة في البلاد، وذلك كونها جزءاً من المثلث الصناعيّ إلى جانب ميلانو وروما، ويبلغ إجمالي ناتجها المحلّي حوالي ثمانيةٍ وخمسين مليار دولار، ولهذا فهي تحتلّ المرتبة الثامنة والسبعين من بين أغنى مدن العالم في القوّة الشرائيّة، إضافة لهذا فإن المدينة تعدّ مركز صناعة المركبات في إيطاليا بشكلٍ عامّ.