مدينة تقرت

مدينة تقرت


مدينة تقرت

إحدى المدن الجزائرية التابعة لولاية ورقلة، تقع في الجهة الجنوبيّة الشرقيّة من الولاية، وتبعد عنها مسافة مئة وستين كيلومتراً، أمّا عن العاصمة الجزائر فتقدّر المسافة بحوالي ستمئة وعشرين كيلومتراً، وتبعد عن ولاية الوادي حوالي خمسة وتسعين كيلومتراً، أمّا عن ولاية بسكرة فتقدّر المسافة بحوالي مئتين وعشرين كيلومتراً، وترتفع المدينة عن مستوى سطح البحر حوالي سبعين متراً، يكون المناخ فيها جافاً خلال فصل الصيف، وبارداً خلال فصل الشتاء، وتقدّر مساحتها بحوالي أربعمئة وواحد وثمانين كيلومتراً، يسكنها مئة وعشرون ألف نسمة تقريباً.

 

التاريخ والنشأة

تأسست مدينة تقرت في القرن الرابع للميلاد، خلال فترة حكم مملكة نوميديا، وكانت المدينة خلال فترة فتح المسلمين للجزائر عبارة عن استراحة للتجار والحجاج، تحديداً للقادمين من الجهتين الغربية والشماليّة، وأصبحت معروفة بعد انتشار أنظمة الحكم الإسلاميّ في البلاد، كحكم بني حماد، ورستم، وبني حفص إضافةً إلى حكم بني الجلاب التابعين للدولة التركيّة، وهو أطول حكم عرفته المدينة وقد امتد من العام 1414م وحتى العام 1854م

 

حكم بني جلاب

يعتبر الشيخ سليمان بن رجب الماريني الزياني جلابي أوّل من تولّى الحكم في المدينة، وتميّز حكمه بالصلاح والعدل، وكذلك حب العلم والاهتمام بالعلماء، وازدهرت خلال فترة حكمه صناعة المواد اليدويّة، وتوسعت مناطق حكمه فامتدت لتشمل إقليم جلال في الجهة الغربيّة من ببسكرة، ونفطة في الجهة الشرقيّة من تونس، وقد تعرضت المدينة خلال هذه الفترة إلى مجموعة من الحملات العسكريّة الناتجة عن تمرد الأهالي ورفضهم للحكم التركي الذي تضمن دفع الجباية، وأبرز هذه الحملات تتضمن ما يلي:

  • حملة صالح رايس في العام 1552م.
  • حملة يوسف باشا في العام 1646م.
  • حملة صالح باي الأولى والتي كانت في العام 1783م، والثانية في العام 1789م.
  • إضافةً إلى حملة المملوك في العام 1818م.

بعد انتهاء الاحتلال الفرنسيّ للمدينة في العام 1844م، فرض الشيخ عبد الرحمن الجلابي ضريبة سنويّة على السكان، مقابل أن يعترفوا بسيادته ونفوذه على منطقة وادي ريغ ووادي سوف؛ ليسيطر عليهما، وفي العام 1852م ساعد سلمان الجلابي مجموعة من الأعوان على السيطرة على قصر تقرت، وتمكنوا من القضاء على الشيخ عبد الرحمن؛ كونه كان موالياً لفرنسا، وفي الخامس عشر من نوفمبر للعام 1854م تمكن الشيخ سلمان من مساعدة شخص ثائر يدعى محمد بن عبد الله على تشكيل حلف ضد الفرنسيين، وبقيت الثورات تندلع واحدة تلو الأخرى إلى أن تمّ القضاء على الفرقة الفرنسيّة التي كانت مرابطة في المدينة، وذلك في العام 1954م؛ وظهرت على إثرها مجموعة من الحركات الوطنيّة التي تمركزت في المدينة.

 

المقالات المتعلقة بمدينة تقرت