تعتبر درة الحضارة الآشورية فهي تحتوي على أهم الاكتشافات الأثرية في القرن العشرين، وقد كانت تُسمى باسم بال تيل قديماً، وكانت تقع مدينة آشور التاريخية على بعد 60 كيلومتراً جنوب مدينة الموصل حالياً الواقعة شمال العراق على ضفاف نهر دجلة، وهي المدينة التي شكلت مع نينوى وأربيل النواة الرئيسية للمالك الآشورية المتعاقبة، وسقطت مدينة آشور عام 612 قبل الميلاد، نتيجة لضربات البابليين والميديين، وكانت في عام 2500 قبل الميلاد عاصمة للملكة الآشورية في شمال وادي الرافدين، حتى جاء الملك آشور ناصربال الثاني ونقل العاصمة شمالاً إلى مدينة كالح والتي تسمى حالياً نمرود، وقد صُمم المخطط العام للمدينة الآشورية على شكل مربع، أُحيط به سور يبلغ طوله حوالي ثمانية كيلومترات، دُعّم بأبراج دفاعية، ويوجد في الزاوية الجنوبية للسور تل يطلق عليه اسم تل نمرود.
تاريخ مدينة آشور التاريخيةتأسست مدينة آشور في القرن الثالث عشر قبل الميلاد، وتوسعت في الألف الثاني قبل الميلاد، حتى أنّها امتدت شمالاً لتشمل مدن نينوى ونمرود وخورسياد، وفي عام 1813 قبل الميلاد حكم الملك شمسي مدينة آشور، وفي عام 1760 قبل الميلاد استولى عليها حمورابي ملك بابل، إلى أن جاء الملك الآشوري شلمنصر في عام 1273 قبل الميلاد استولى على بابل وهزم الميتانيين، أما في عام 1000 استولى الآراميون على آشور.
عندما سقطت نينوى أصبحت مدينة آشور القوة العظمى وسيدة آسيا الغربية، وقد تعاقب عدد كبير من الملوك على عرش آشور، مثل: تغلات نينب الثاني، وتغلات بيليسر الأول، وآشور ناصر بال، وشلمناصر الثاني، وتغلات بيليسر الثالث، وشلمناصر الرابع، وساركون الثاني، وسنحاريب، أوسرحدون، وآشور بانيبال كان اسم آشور هو اسم الإله القومي الأعظم للآشوريين، ويعتقد البعض أنّ اسمهم مأخوذ من اسم هذا الإله.
الاقتصاد في مدينة آشور التاريخيةكانت العملات المستخدمة في آشور مصنوعة من الفضة، وكان يُمنع تصدير الذهب من آشور منعاً باتاً، وكان القصدير يُتاجر به في آشور ويُصدر إلى الأناضول، واشتُهرت صناعة النسيج فيها ولكنها لم تخضع لأي رقابة مركزية، فأحياناً كان يعمل نساء التجار في صناعة الصوف ومشتقاته المعدّة للتصدير.
سقوط مدينة آشور التاريخيةهزمت الإمبراطورية الآشورية عدد اًكبير من الجيوش، وأعطت حضارتها إلى الكثير من الأمم الأخرى، إلّا أنّ نهاية آشور كانت مؤسفة، حيث قام البابليون والميديون بعدة هجمات قوية لفتح نينوى عام 612 قبل الميلاد، بالإضافة إلى أن بعض العوامل الطبيعية ساعدت على سقوطها لتساهم مع الأعداء في تحطيمها وتخريبها، حيث إنّ الأمطار القوية أدت إلى حدوث فيضانات في نهر دجلة، وبالتالي تحطمت الأسوار العالية.
المقالات المتعلقة بمدينة آشور التاريخية