مجزرة بورما
تعتبر بورما من إحدى الدول في شرق آسيا، وتوجد على امتداد خليج البنغال، احتلتها بريطانيا في القرن التاسع عشر وبقيت محتلةً إلى العام 1948 حين أعلنت استقلالها عن الاحتلال، ولكونها أحد البلدان الفقيرة فربما لم يعلم الكثيرون عن حال المسلمين فيها كونهم من الأقليات، ولذلك تم تجاهلها بشكل كبير لمئات السنين، إلى أن تم الاعتراف بالانتهاكات والظلم الذي يلاقيه المسلمون في بورما على أيدى الجماعات البوذية المتطرفة، وبعد هذا الاعتراف من قبل منظمة العفو الدولي بما يحدث لمسلمي بورما من مجازر وحشية تنافي أقل حقوق الإنسان، قد صدر بيان في اليوم 22-7-2012 يطالب بوضع حد لما وصفته المنظمة بـ"المجازر والأعمال التي تتنافى مع مبادئ حقوق الإنسان الأساسية" ووضحت أن المسلمين في الولايات الواقعة غرب بلاد بورما يتعرضون للهجمات والاحتجازات العشوائية والكثير من أعمال العنف، كما أنّ هنالك الكثير من المجازر التي راحت ضحيتها شعوب الروهينجا المسلمون.
تركيبة سكان المسلمين في بورما
بحسب ما جاء في آخر تعداد سكاني فإن نسبة المسلمين من السكان في بورما حوالي 4% من كامل السكان، ولكن تعتقد الوزارة الخارجية الأمريكية أن نسبة المسلمين حوالي 20%، وذلك بسبب أن النظام في الدولة يقلل من أعداد المسلمين حين التعداد لتهميشهم والتقليل من أهميّتهم، في بورما يشكل المسلمون مجتمعات صغيرة لوحدهم، فيقيم المسلمون الذين هم من الأصول هندية في رانغون، والمسلمون من الأصول الصينية في بانثاي وغيرها من هذه التجمعات.
الانتهاكات التي يواجهها مسلمو بورما
- من الناحية الاقتصاديّة: يتعرض المسلمون في بورما لمصادرة الأراضي والقوارب دون أي سبب محدد، كما تُفرض عليهم مبالغ باهظة للضرائب، ويمنعون من بيع محاصيلهم الزراعية لغير العسكر وبأسعار زهيدة، وذلك لإبقاء المسلمين من الطبقات الفقيرة في البلاد، كما يمنع عليهم شراء المعدات الزراعيّة الحديثة ويتم حرق محاصيلهم الزراعية وقتل مواشيهم دون أي وجة حق، ولا يسمح لهم بالعمل في مجال الصناعة.
- من الناحية الدينيّة: يُمنع المسلمون في بورما من طباعة الكتب الدينيّة وأي نوع من المنشورات عن الدين الإسلامي بدون موافقة الدولة وهي من الأمور المستحيلة، كما أنه من غير المسموح للمسلمين لبس الزي الإسلامي أو إطالة اللحى في أماكن العمل، كما وتصادر الحكومة مقابر المسلمين لتحولها لحظائر للمواشي أو لمراحيض عامة، كما يهان في بورما رجال الدين ويجبرون على العمل في المعسكرات المخصصة للاعتقال من بعد ضربهم وإهانتهم، ومن غير المسموح للمسلمين وضع مكبرات الصوت في المساجد، كما وتفرض الحكومة عليهم سلطتها فيما يخص إدارة المدارس والمساجد، ومن الممنوع على مسلمي بورما السفر للحج إلا عندما تسمح بذلك الدولة، ويمنعون أيضاً من ذبح الأضاحي وتهدم مساجدهم بموجب القوانين الصادرة عن الحكومة، لتحول أماكن هذه المساجد إلى خمارات ومراقص ومستودعات ومتنزهات للعامة، كما يمنع عليهم أن يقوموا بترميم أي مسجد للمسلمين، كما أن هناك العديد من حملات التنصير التي تحدث في بورما لمحاولة تقليل المسلمين ومحو ثقافتهم، وقد فرض عليهم الزواج بالبوذيّات ومُنعت المسلمات من لبس الحجاب، كما أنّ الدولة لا تعترف أو تصادق شهادات الخرجين من المسلمين، وهنالك الكثير مما يتعرض له المسلمون من ظلم وجور لطمس كل أوجه الحضارة الإسلامية في بورما.