الصِّيام جاء الأمر الرَّبانيّ بصيام شهر رمضان على كلُّ المسلمين البالغين العاقلين القادرين على الصِّيام من الرِّجال والنِّساء، كما ويُستحبّ تشجيع الأطفال على الصِّيام لتعويدهم عليه.
وقد جاء تحديد الصَّوم اليوميّ بدايةً ونهايةً بنصِّ آيةٍ في القرآن الكريم، قال تعالى: (أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتَانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمْ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنْ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنْ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ) فبدايته من طلوع الفجر الثَّاني ويُحدّد بالأذان الثَّاني، ونهايته إلى غروب الشَّمس، وقد استدلّ العلماء في أنّ إباحة الأكل والشُّرب إلى طلوع الفجر الثَّاني دليل على استحباب السُّحور، وقد رغّب النّبي صلى الله عليه وسلم بالمحافظة على السُّحور لما فيه من البركة ولو بجرعة ماءٍ، كما ويستحب تأخيره قُبيل الفجر الثَّاني بقليلٍ.
الإفطار في رمضان يُحرَّم الإفطار في رمضان تحريمًا مُطلقًا إلّا في حالاتٍ محدودةٍ أجاز الشَّرع فيها الإفطار، وهي كما يلي:
- المريض: الذي يتأذّى من الصِّيام بسبب تناول الأدوية خلال ساعات النَّهار، أو الذي يعجز عن الصِّيام لحدوث خللٍ في وظائف جسمه كمريض السُّكريّ أو الفشل الكلويّ أو غيرها من الأمراض التي يمنع فيها الطَّبيب المُعالج المريض من الصِّيام؛ فيُفطر وعليه قضاء الأيام التي أفطرها بعد رمضان.
- المسافر: الذي يقطع المسافات البعيدة برًّا أو بحرًا أو جوًّا، ويتكبد عناء السَّفر؛ فله أنْ يُفطر ويقضي ما أفطره بعد انتهاء شهر رمضان، وإنْ صام أثناء السَّفر فصيامه مقبول ولا شيء عليه.
- الحائض والنفساء: بسبب الدَّورة الشَّهريّة أو الوِلادة؛ فيجب عليهما الإفطار، ثُمّ تقضيان ما أفطرتاه بعد انتهاء رمضان، وإنْ صامت الحائض أو النفساء لم يجزئها وعليها القضاء بعد نهاية الشَّهر.
- الحامل والمرضع: المرأة الحامل أو المرأة التي تُرضع وليدها؛ فلهما عدّة أحوالٍ هي:
- الخوف من حدوث الضَّرر نتيجة الصِّيام على جسد المرأة الحامل أو المرأة المُرضع؛ فتُفطر وتقضي ما أفطرته بعد انتهاء رمضان.
- الخوف على الجنين في بطن الأم من الضَّرر نتيجة صيام الأم، أو الخوف على الطِّفل الرَّضيع أنْ يتأثّر نتيجة صِيام أمِّه؛ فتُفطر الأم وتقضي ما أفطرته بعد انتهاء رمضان وتُطعم عن كلِّ يومٍ أفطرته مسكينًا (مقدار طعام المسكين كيلو ونصف من طعام أهل البلد المشهور فيما بينهم).
- الخوف على الأم الحامل وجنينها معًا، أو الخوف على الأم المُرضع ورضيعها معًا؛ فتُفطر وتقضي ما أفطرته بعد رمضان من دون إطعامٍ.
- العاجز عن الصِّيام: وهو كل مسلمٍ منعه الكِبر أو المرض الذي لا شفاء له منه عن الصِّيام؛ فيُفطر ولا قضاء عليه، لكنّه يُطعم عن كلِّ يومٍ مسكينًا.