سجود السهو يعدّ النسيان أمراً متكرراً يواجه الإنسان حتى أثناء الصلاة، لذلك سنّ الله عز وجل سجود السهو رحمة من الله تعالى بعباده المصلين، وقهراً للشيطان، وجبراً للصلاة وتصحيحاً لها، وهو السجود الذي يؤدى بعد صلاة الفرض في حال نسيان المسلم لأحد أركان الصلاة عن غير عمد، وقد سجد الرسول عليه الصلاة والسلام للسهو في عدة مواضع، حيث قال: (إنما أنا بشرٌ مثلُكم، أنسى كما تنسوْن، فإذا نَسِيتُ فذكروني) [ورد في الصحيحين].
كيفيّة سجود للسهو يؤدى سجود السهو بسجدتين متتاليتين بعد صلاة الفرض أو النافلة في حال الزيادة، أو النقصان، أو الشك، مع الفصل بين هاتين السجدتين بجلوس قصير، يتبعهما التسليم عن اليمين وعن الشمال دون وجوب القراءة للتشهد والصلاة الإبراهيميّة، أما وقت سجود السهو فيمكن أن يكون قبل التسليم أو بعده كما هو موضح فيما يأتي.
متى يجب سجود السهو - عند زيادة المصلي على الصلاة عن غير قصد مثل القيام، أو السجود، أو القيام في موضع القعود، أو أن يزيد في عدد الركعات، وإذا ما أتى المصلي بأي من ذلك فعليه أن يؤدي سجود السهو بعد الانتهاء من التسليم، سواء تذكر زيادته على الصلاة بعد التسليم أو قبله.
- عند ترك المصلي ركناً من أركان الصلاة عن غير قصد، فإذا تذكر هذا الركن قبل الوصول إلى موضعه من الركعة الآتية توجب عليه الرجوع والإتيان به وبما بعده، أما في حال تذكره بعد الوصول إلى موقعه من الركعة الآتية، فلا يتوجب عليه الرجوع مع بطلان هذه الركعة، وفي حال تذكره بعد الانتهاء من التسليم، توجب عليه الإتيان به وبما يليه فقط، ثمّ السجود للسهو بسبب النقصان بعد التسليم، وعلى سبيل المثال من صلى الصلاة الرباعية ثلاث ركعات ثمّ سلم، وجب عليه القيام للركعة الرابعة من غير تكبير يتلو الشهادتين، ويسلم عن اليمين وعن الشمال، ويسجد للسهو.
- عند ترك المصلي واجباً للصلاة عن غير عمد كالتشهد مثلاً، فيسقط عنه هذا الواجب، ويتوجب عليه سجود السهو بعد التسليم.
- عند شك المصلي بعدد الركعات التي صلاها إذا كانت كاملة أو ناقصة، فعليه أن يأخذ بالناقصة ويكمل صلاته، ثمّ يسجد للسهو قبل التسليم، أما إذا غلب عليه الظن بأحد من الاحتمالين فعليه الأخذ به، والسجود للسهو بعد التسليم.
- عند تسليم المصلي قبل الانتهاء من الصلاة ثمّ تذكره، فيتوجب عليه متابعة ما تبقى منها، ثمّ التسليم عن اليمين وعن الشمال، ثمّ السجود للسهو.