متى وقعت غزوة احد

متى وقعت غزوة احد

تعدّ معركة أحد التّي جرت يوم السّبت في السّابع من شوال في السّنة الثالثة للهجرة الموافق يوم 26 مارس 625 ميلادي، من المعارك المهمّة والمفصليّة في تاريخ الإسلام، ليس بسبب النّتيجة التي تمخّضت عنها حيث لقِيَ المسلمون فيها هزيمةٍ موجعة، بل بأهميتها التي تكمن في الدّروس والعبر الكثيرة المستفادة منها، وقد حدثت معركة أحد بعد معركة بدر التي انتصر فيها المسلمون انتصارًا ساحقًا على المشركين، حيث بيّتت قريش النّية على الثّأر من المسلمين بسبب فقدانها كثير من رجالاتها وزعمائها في معركة بدر، وقد أعدّت العدّة لذلك حيث حشدت جيشًا قوامه ثلاثة آلاف مقاتل لمواجهة المسلمين، وعندما علم النّبي عليه الصّلاة والسّلام بشأن هذا الحشد استشار أصحابه حتّى استقر الأمر على الخروج وقد تواجه الطّرفان وحدثت ملحمة عظيمة كانت الغلبة فيها في بادىء الأمر لفريق المسلمين، وعندما شعر المسلمون بأنّ النّتيجة دنت من الحسم لصالحهم ولاحظوا فرار المشركين سارع فريق الرّماة الذين كلّفهم النّبي عليه الصّلاة والسّلام بحماية ظهر المسلمين والنّزول من موقعهم على الجبل لجمع غنائم المشركين، وقد سبّب ذلك الأمر انكشاف ظهر المسلمين لأعدائهم.

وقد قام خالد بن الوليد وكان مشتركًا حينئذ بخطّة التفاف على جيش المسلمين، حيث وجدوا أنفسهم في مواجهةٍ مباشرة مع المشركين الذين تمكّنوا من قتل 70 من الصّحابة إلى جانب تعرّض النّبي الكريم إلى اعتداء ومحاولة قتل حيث كسرت ثنيّته وشجّت جبهته، وقد تنافس المسلمين واستماتوا في الدّفاع عن نبيهم، وقد أشاع أناس خبر مقتل النّبي عليه الصّلاة والسّلام بين المسلمين ليزداد المسلمون غمًّا إلى غمّهم، وعندما تيقّن المسلمون من وجود النّبي الكريم فرحوا لذلك أشدّ الفرح وسكنت نفوسهم .

وهناك عددٌ من الدروس المهمّة المستفادة من هذه المعركة منها وجوب الالتزام بأمر القائد العسكري للمعركة وهو النّبي عليه الصّلاة والسّلام لأنّ مخالفة ذلك تسبّب الفشل والهزيمة، كما أظهرت تلك المعركة معادن الرّجال الذين شاركوا بكلّ بسالة وثبتوا وصمدوا رغم الجراح التي ألمّت بهم، فقد تداعى النّبي الكريم وعددٌ من أصحابه بعد المعركة وجمعوا قوّتهم ليثيروا الرّعب بين أعدائهم في غزوة حمراء الأسد، كما يستفاد من هذه المعركة درسٌ مهم وهو التّثبت من الأخبار وعدم بثّ الإشاعات التّي توهِن صفّ المسلمين، ذلك بأنّ خبر مقتل النّبي عليه الصّلاة والسّلام قد جعل فريقًا من المسلمين يشعرون باليأس والإحباط لفقدان قائدهم ونبيّهم في وقتٍ كانوا يحتاجون فيه إلى الدّعم النّفسي المعنوي .

المقالات المتعلقة بمتى وقعت غزوة احد