متى نزلت سورة النور

متى نزلت سورة النور


محتويات

  • ١ تعريف بسورة النور
  • ٢ نزول سورة النور
  • ٣ مقاصد سورة النور
  • ٤ المراجع

تعريف بسورة النور

سورة النور سورة مدنية، عدد آياتها أربع وستون آية، يأتي ترتيبها بحسب النزول بعد سورة الحشر، أما ترتيبها في المصحف فتأتي بعد سورة المؤمنون، سميت بذلك لكثرة ذكر النور فيها؛ قال الله سبحانه وتعالى: (اللَّـهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّـهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّـهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّـهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)،[١] وقول الله سبحانه وتعالى: (...وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّـهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ)،[٢] وسُمّيت بالنور كذلك لأنّها تنير طريق الحياة الاجتماعية للناس؛ وذلك ببيانها للآداب والفضائل، وتشريع الأحكام والقواعد.

تناولت سورة النور كما هو الشأن في بقيّة السور المدنية الأحكام التي تتعلّق بالمجتمع الاسلامي وتنظيمه، فاشتملت على الأحكام التي تتعلّق بالأسرة؛ وذلك بهدف بناء مجتمع قوي متماسك، فبدأت بذكر وبيان حد الزنا، وحد قذف المحصنات، وحكم اللعان، ثم ذكرت قصة الإفك التي قامت على سوء الظن والتسرع في الاتهام، فجاءت آياتها لتبرئة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، ثم تحدثت عن مجموعة من الآداب الاجتماعية العامة والخاصة؛ فذكرت الاستئذان عند دخول البيوت، وغض الأبصار، وحفظ الفروج وغيرها، كما وبينت الآيات الكريمة المزية التي يتميز بها التشريع الإسلامي، وفضل آيات القرآن الكريم، ومزية بيوت الله، ونبّهت الناس إلى الأدلة الدالة على وجود الله سبحانه وتعالى ووحدانيته.[٣][٤]

 

نزول سورة النور

كان نزول آيات سورة النّور على النبي صلى الله عليه وسلم متفرّقاً في أماكن مختلفة وأوقات مختلفة، فلم تنزل دفعة واحدة، وتبيان ذلك في ما يلي:

  • قول الله سبحانه وتعالى: (الزَّانِي لَا يَنكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ )،[٥] سبب نزولها إجابة عن سؤال الصحابي مرثد بن أبي مرثد للنبي صلى الله عليه وسلم عن الزواج من عناق؛ وهي امرأة بغيٌ من مكة، كانت خليلة له، دعته للمبيت عندها عندما كان يحمل الأسرى من مكة إلى المدينة؛ فقال لها أنّ الله حرّم الزنا، فأخبرت عنه أهل الخيام أنه يحمل الأسرى إلى المدينة، فتبعه عدد من المشركين حتى رجعوا إلى خيامهم، ورجع هو إلى صاحبه وحمله إلى المدينة، وعند عودته إلى المدينة سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الزواج من عناق، فنزلت الآية الكريمة، أما بالنسبة لوقت نزول هذه الآية، فإنّ الصحابي مرثد بن أبي مرثد استشهد في شهر صفر من السنة الثالثة للهجرة، وكان ذلك في غزوة الرجيع، وعليه يكون نزول أوائل سورة النور قبل السنة الثالثة للهجرة، والأقرب لهذا أن يكون نزول هذه الآيات في أواخر السنة الأولى أو أوائل السنة الثانية عندما كان المسلمون يتلاحقون للهجرة وكان المشركون يجعلوهم كالأسرى.
  • قول الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: (وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُن لَّهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّـهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّـهِ عَلَيْهِ إِن كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ * وَيَدْرَأُ عَنْهَا الْعَذَابَ أَن تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللَّـهِ إِنَّهُ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ* وَالْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّـهِ عَلَيْهَا إِن كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ * وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّـهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ )،[٦] سبب نزولها قذف هلال بن أمية لامرأته بشُريك بن سحماء، وكان ذلك في شهر شعبان من السنة التاسعة للهجرة بعد غزوة تبوك.
  • آيات قصة الإفك، وهي من قول الله سبحانه وتعالى: (إنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ )[٧] إلى قول الله سبحانه وتعالى: (وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّـهَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ )،[٨] نزلت هذه الآيات بعد غزو بني المصطلق من خزاعة؛ أي في السنة الرابعة من الهجرة.[٩][١٠]

 

مقاصد سورة النور

لسورة النور مقاصد عظيمة منها:[١١]

  • بيان أنّ سورة النور وما فيها من أحكام ومبادئ هي من عند الله سبحانه وتعالى، وأنّه وحده العالم بما يُصلِح عباده وما يُفسِدهم، وأنّه يختار لهم ما فيه الخير والصلاح، وواجب عليهم الاتزام فيه.
  • بيان عقوبتي كل من الزنا والقذف، وبيان خطر هاتين الجريمتين على أمن المجتمع وسلامة الأسرة.
  • بيان تبرئة أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها مما رميت به من الإفك، وبيان أنّ الأصل أن يحسن المسلم الظن بأخيه بالمسلم.
  • التحذير من إشاعة الفاحشة وانتشارها في المجتمع؛ فانتشارها من أسباب وعوامل هدم المجتمع.
  • بيان الوسائل التي تقي الفرد من الوقوع في الجريمة؛ وذلك ببيان السورة لآداب البيوت والاستئذان، والأمر بغض البصر، وغيرها من الوسائل.
  • تحذيرالمسلمين من اتباع خطوات الشيطان، وبيان ما يفضي إليه اتباعه من سوء وعاقبة وخيمة.
  • تأديب المسلم بأدب الاستئذان عند دخوله إلى بيته.
  • بيان أنّ صلاح المجتمع يبتدئ من بيوت العبادة وإقامة الصلاة.
  • توجيه الأنظار إلى عظمة خلق الله سبحانه وتعالى، وخضوع الوجود لأمره.
  • بيان وَعْد الله سبحانه وتعالى لعباده المؤمنين من استخلافهم في الأرض، والتمكين لهم في الدين، والنصر على الكافرين.
  • بيان آداب الضيافة إلى بيوت الأقارب والأصدقاء، وبيان آداب الجماعة المسلمة كلها كأسرة واحدة مع النبي صلى الله عليه وسلم.
  • إعلان ملكية الله سبحانه وتعالى لما في السماوات والأرض وعلمه بواقع الناس، فهو بكل شيء عليم.

 

المراجع

  • ↑ سورة النور، آية: 35.
  • ↑ سورة النور، آية: 40.
  • ↑ جعفر شرف الدين (1420)، الموسوعة القرآنية خصائص السور (الطبعة الأولى)، بيروت: دار التقريب بين المذاهب الإسلامية، صفحة 71-76، جزء 6. بتصرّف.
  • ↑ د.وهبة بن مصطفى الزحيلي (1418)، التفسير المنير في العقيدة والشريعة والمنهج (الطبعة الثانية)، سوريا: دار الفكر المعاصر، صفحة 119-120، جزء 18. بتصرّف.
  • ↑ سورة النور، آية: 3.
  • ↑ سورة النور، آية: 6-10.
  • ↑ سورة النور، آية: 11.
  • ↑ سورة النور، آية: 20.
  • ↑ محمد الطاهر بن محمد بن محمد الطاهر بن عاشور التونسي (1984)، التحرير والتنوير، تونس: الدار التونسية للنشر، صفحة 140-155، جزء 18. بتصرّف.
  • ↑ أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن علي الواحدي (1992)، أسباب نزول القرآن (الطبعة الثانية)، السعودية: دار الاصلاح، صفحة 315. بتصرّف.
  • ↑ "مقاصد سورة النور"، إسلام ويب، 15-2-2014، اطّلع عليه بتاريخ 27-8-2017. بتصرّف.

 

المقالات المتعلقة بمتى نزلت سورة النور