غزوة خيبر هي واحدة من أهم وأقوى الغزوات التي خاضها الرسول الأعظم – صلى الله عليه وسلم – مع جماعة المسلمين، وهي غزوة وقعت في السنة السابعة للهجرة النبوية الشريفة، وقيل أنها قد حدثت في شهر محرم وقيل أنها حصلت في شهري صفر أو ربيع الأول، وهناك من قال أيضاً أنّها وقعت في شهر جمادى الأولى، كما وقيل أنها وقعت في السنة السادسة للهجرة النبوية الشريفة في شهر محرم.
وقعت غزوة خيبر بعد صلح الحديبية بفترة وجيزة، حيث كان عدد جيش المسلمين آنذاك في تلك المعركة ما يقارب ألفٌ وثمانمائة جندي مسلم، فقد ذهب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – إلى أّن من سيحارب في هذه المعركة هم فقط سيكونوا ممن شهدوا توقيع صلح ال حديبية، وهم من ستقسّم الغنائم وما سيأتي من هذه المعركة عليهم، ومن أراد أن يتطوّع من غير من حضر الصلح، فسوف ينال أجر الاشتراك في هذه المعركة وأجر الجهاد فقط. وقد كانت خطة الرسول الأعظم قبل أن يحاول أن يضم شمال الحجاز إليه نظراً إلى أنّ هذه المنطقة أصبحت مركزاً من مراكز الخطر في شبه الجزيرة العربية، وقد كثرت في هذه المنطقة الدسائس والمكائد والأخطار التي تحيق بالمسلمين من كل الجهات.
أما خيبر فهي المدينة التي يتجمّع فيها اليهود، وهي مدينة المكر والخبث والكيد بالإسلام والمسلمين، فقد كان فيها ما يقارب عشرة آلاف يهودي مقاتل، وكانت خيبر أيضاً قرية محصّنة جيّداً وفيها الزاد الذي يكفيها لفترة طويلة، فالرسول لم يهاجم خيبراً من أجل الحصول على الغنائم ولا من أجل أنّه يهوى القتال، بل كانت هذه المدينة مركز خطر رئيسي وكبير على المدينة المنورة وعلى دولة المسلمين، فالمكائد التي كان اليهود يخططون لها من هذا الوكر شديدة جداً وقاسية.
ما صَعب من هذه الغزوة على المسلمين هي أنّ الحصون الخيبرية حسينة جداً، فاليهود كانوا قد حصنوها وبشكل كبير، آخذين بعين الحسبان ما قد يتعرضون له من مخاطر تهدد وجودهم، ولم تقتصر تجهيزاتهم فقط على تحصين الحصون من الخارج فقط، بل أخذوا احتياطاتهم للبقاء لمدة طويلة داخل الحصن من ناحية الأكل والشرب، فما في هذا الحصن من طعام وشراب يكفيهم لفترة طويلة جداً، بالإضافة إلى الأمر الثاني وهو أنّ جيش المسلمين لم تكن لديه الخبرة الكبيرة في القتال من خارج الحصون، إلا أنّ الله تعالى مكّنهم منهم على يد رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وعلى يد الإمام علي – عليه السلام -.
المقالات المتعلقة بمتى كانت غزوة خيبر