متى ظهرت المطبعة

متى ظهرت المطبعة

المطبعة

جهاز الطباعة أو المطبعة أداةً تستخدم لطباعةِ الحروف والكلمات وحتى الصور حيث إنّ مبدأ عملها يقوم على الضغط على سطح مغطى بالحبر ليصل إلى السطح المراد الطباعةِ عليه سواء أكان ورقاً، أم قماشاً، وبالتالي ينتقل الحبر إلى السطح الآخر، وكان لاختراع وانتشار الطباعة أثر كبير جداً في الألفية الثانية، فلقد سهلت الطباعة انتشار الأفكار والثقافة والكتب المختلفة فأثارت الطباعة الناس وجعلتهم أكثر شفافيةً وحريةً في وصف وتصويرعالمهم المحيط ، فعلى سبيل المثال استخدامت المطبعة في عملية التبشير في ذلك الوقت.

ظهور المطبعة

تم اختراع المطبعة في الإمبراطورية الرومانية المقدسة قديماً وقام باختراعها شخص يدعى يوهانس غوتنبرغ وذلك في حوالي عام 1440م، فلقد كان غوتنبرغ يعمل كصائغٍ للذهب لكنه قام باختراع نظام طباعةٍ متكامل وذلك باستغلال وتكييف التكنولوجيا والعلوم القائمة في وقته، وانتشرت المطابع في غضون عدّة عقود لأكثر من مئتي مدينة في أكثر من عشر دول أوروبية، وبحلول عام 1500م أنتجت المطابع في جميع أنحاء أوروبا الغربية أكثر من عشرين مليون مجلداً، وعندما انتشرت المطابع على نطاق أوسع في القرن السادس عشر ارتفع إنتاجها عشرة أضعاف وذلك ما يقدر بمئةٍ وخمسين إلى مئتي مليون نسخة، وبعد ذلك توسّعت عملية الطباعة وظهرت مؤسّساتٌ مسؤولة وبشكلٍ خاصٍ عن عمليات الطباعة، وكانت هذه بداية تأسيس فرعٍ إعلامي متكامل سمّي بالصحافة.

أثر ظهور المطبعة على المجتمع

أثناء عصر النهضة في أوروبا ساعدت الطباعة الميكانيكية القابلة للنقل أو المتحركة بشكل كبيرٍ في تقدم هذا العصر وذلك من خلال التواصل الجماهيري والذي ساعد وبشكل دائم في تغيير بنية المجتمع، فتداولت الشعوب الأخبار دون قيود وتجاوزت الأفكار الثورية المتحررة حدودها وذلك ما أثار غضب المسؤولين ممّا جعلهم يقومون بإلقاء القبض على عددٍ من الثوار وتققيد حريتهم الفكرية، وفي نية الإصلاح تم تهديد السلطات السياسية والقوى الدينية آنذاك، فالزيادة الحادة في محو الأمية وطلب العلم كسر قاعدة احتكار الكتابة على النخبة المتعلّمة فقط وعزّز جهود الطبقة الوسطى الناشئة فأصبح بإمكان الجميع نشر ما يكتبونه من آراءٍ ومعتقدات، وأدّت زيادة الوعي الثقافي والفكري في جميع أنحاء أوروبا إلى ارتفاع القومية لدى الشعوب وتسارع في ازدهار اللغات العامية الأوروبية على حساب اللاتينية باعتبارها لغةً مشتركةً بين الدول الأوروبية، وفي القرن التاسع عشر تمّ استبدال طراز غوتنبرغ في الصحافة بالمطابع الدوارة والتي تعمل بالطاقة البخارية، في حين تم الاعتماد على النمط الغربي في الطباعة في جميع أنحاء العالم لتصبح عملياً الطريقة الصحافية الوحيدة لطباعة حديثة وضخمةٍ من نوعها.

المقالات المتعلقة بمتى ظهرت المطبعة