متى حدثت غزوة أحد

متى حدثت غزوة أحد

بعد انتصار المسلمين في معركة بدر، ومقتل كثيرٍ من سادة قريش وكبرائها، ظلّ شعور الحنق والغضب يسيطر على نفوس كفّار قريش وخاصّةً من فقدوا آباءهم وأبناءهم في المعركة، فظلّوا ينتظرون الفرصة للانتقام من المسلمين، وقد فرح كفّار قريش حين وجدوا أنّ قافلتهم التّي كان يقودها أبو سفيان قد رجعت إلى مكّة سالمة، فعملوا على بيع البضاعة الّتي كانت تحملها القافلة من أجل التّجهيز للمعركة القادمة، وقد جهّزوا جيشًا كبيرًا قوامه ثلاثة آلاف مقاتل من قريش، وكذلك من حلفائهم من الأحابيش من قبيلة كنانة، وقد خرجوا بهذا الجيش إلى منطقةٍ قرب جبل أحد.

وعندما علم المسلمون في المدينة بخروج جيش قريش احتاروا في أمرهم، فكان فريقٌ منهم يرى بأنّ الأفضل للمسلمين أن يبقوا في المدينة ويتحصّنوا فيها، وقد تبنّى هذا الرّأي الأنصار وزعيم الخزرج المنافق عبد الله بن أبي سلول، وقد تبنّى عددٌ من الصّحابة على رأسهم حمزة بن عبد المطلب رأيًا بأن يخرجوا لملاقاة الكفّار، وقد مال النّبي عليه الصّلاة والسّلام إلى أن يخرج لملاقاة الكافرين فأعدّ لذلك جيشًا قوامه ألف مقاتل من خيرة الصّحابة، ولكنّ المنافق عبد الله بن أبي سلول خرج بثلث الجيش من المعركة ليبقى سبعمائة مقاتل لمواجهة الكافرين، وقد تواجه الفريقان في يوم السّابع من شوّال من السّنة الثّالثة للهجرة، الموافق 23 مارس، و 625 ميلادي.

كانت بداية المعركة لصالح المسلمين، وحين ظنّ المسلمون أنّ المعركة انتهت بانسحاب المشركين نزل الرّماة الّذين كلّفهم النّبي عليه الصّلاة والسّلام بحراسة ظهر المسلمين من الجبل لجمع الغنائم، وعصوا أمر النبيّ الكريم بوجوب الثّبات حتّى وإن وجدوا المسلمين يقتلون فردًا فردًا، وقد سبّب نزول الرّماة من أعلى الجبل ثغرةً استغلها كفّار قريش للإحاطة بجيش المسلمين وحصارهم، وقد سبّب هذا الأمر قتالأ عظيماً في جيش المسلمين، كما تعرّض النّبي عليه الصّلاة والسّلام للإصابة على يد المشركين، فشجّ رأسه وكسرت ثنيّته، وقد شاع بين فريق المسلمين أنّ النّبيّ الكريم قد قتل فزادهم هذا الخير غمًّاً إلى غمّهم.

وقد صمد الكثيرون منهم رغم الجراح والألم، وبعد انتهاء المعركة انبرى عددٌ من الصّحابة استجابةً لأمر رسول الله للذّهاب في أثر المشركين والاستقصاء عن أمرهم، وقد ظنّ المسلمون أنّ المشركين سيتوجّهون إلى المدينة، ولكن استقرّ أمرهم على الانسحاب إلى مكّة، وقد كان لمعركة أحد الأثر الكبير في نفوس المسلمين الّذين تعلّموا منها دروساً كثيرةً أهمّها وجوب طاعة القائد، وعدم عصيان أوامره.

المقالات المتعلقة بمتى حدثت غزوة أحد