متى تكون صلاة قيام الليل

متى تكون صلاة قيام الليل

رضا الله عزّ وجل هو السبيل الوحيد للفوز بالجنّة في الحياة الآخرة، وكسب العيش الكريم في الحياة الدنيا؛ فالمؤمن الحقّ هو من يسعى دائماً للتقرّب من الله تعالى ونيل رضاه في كلّ عملٍ يقوم به؛ فيكثر من العبادات والأعمال الصالحة في حياته، ويزيد على الفروض الّتي فرضها الله عزّ وجل بعبادات أخرى تُدعى النوافل.

والنوافل هي جمع كلمة نافلة، وتعني العبادات الّتي يقوم بها المسلم للتقرّب من الله سبحانه وتعالى؛ بحيث تكون هذه العبادات زيادةً على العبادات المفروضة من الله عزّ وجل، أمّا بالنسبة لكلمة نافلة في اللغة فهي تعني الزيادة عن المقدّر، والعبادات النافلة كثيرة منها ما هو مطلق؛ أي يمكن تأديته في أي وقت، ومنها ما هو مقيّد بوقت معين. ومن إحدى أنواع النوافل: الصلوات الزائدة عن الصلوات الخمس المفروضة على المسلم، ومن أمثلتها صلاة قيام الليل، كما في قوله جلّ وعلا: " وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا ".

صلاة قيام الليل

قيام الليل عبادة لها الفضل العظيم، وهي دليل محبّة العبد لربّه، وهي من الأعمال التي ترفع من قدر وشأن المسلم عند الله تعالى، وهي أعظم ما يمكن أن يتقرّب به العبد من الله سبحانه؛ ففيها يتواصل العبد مع ربّه والناس نيام، كما أنّ القيام بهذه العبادة العظيمة يعتبر اقتداءً بالنبيّ محمّد عليه الصلاة والسلام الّذي كان يقوم الليل حتى تتعب قدماه؛ فهي تعتبر أفضل وسيلة شكر لله عزّ وجل على نعمه؛ فقد قال عليه الصلاة والسلام في حديثه الشريف: " عليكم بقيام الليل فإنّه دأب الصالحين قبلكم، وقربة إلى الله تعالى، ومكفرة للسيئات، ومنهاة عن الإثم، ومطردةٌ للداء عن الجسد".

صلاة قيام الليل عبارة عن اثنتي عشرة ركعة، وللمسلم أن يزيد أو ينقص من عددها كما يشاء، فلا تلزم هذه النافلة المسلم بأداء عدد معيّن من الركعات؛ بحيث يصلّي كل فرد عدد الركعات التي يشاؤها، كونها تراعي قدرة الفرد واستطاعته، لكن كلّما زاد المسلم عدد الركعات زاد شأنه عند الله عزّ وجل؛ بحيث يؤدّيها المسلم ركعتين في كلّ مرّة، وبعد كلّ ركعتين يقرأ التشهّد والصلاة الإبراهيميّة ويصلّي على النبي عليه الصلاة والسلام.

ويبدأ وقت صلاة قيام الليل بعد صلاة العشاء وحتى انتهاء الليل وقبل صلاة الفجر، ويستحسن للمسلم أن يؤدّيها في الثلث الأخير من الليل؛ أي وقت السحر، فهو الوقت المبارك الّذي ينزل فيه الله عزّ وجل على هذه الأرض ليسمع عباده وهم يبتهلون ويدعون له، فكما جاء في الحديث الشريف: "ينزل الله إلى السماء الدنيا كلّ ليلة حين يمضي ثلث الليل الأوّل، فيقول أنا الملك أنا الملك من ذا الّذي يدعوني فأستجيب له، من ذا الّذي يسألني فأعطيه، من ذا الّذي يستغفرني فأغفر له، فلا يزال كذلك حتى يضيء الفجر".

المقالات المتعلقة بمتى تكون صلاة قيام الليل