أمَرنا الله عزّ وجل بالاستخارة في جميع الأمور والأحوال الّتي قد نحتار فيها مثل: الزّواج، وشراء شيء جديد؛ لأنّه لا يعلم الغيب إلّا هو سبحانه وتعالى، وبعد الاستخارة يجب التوكّل عليه تعالى بصورةٍ كليّة؛ فكثير من الأمور قد يحتار في أمرها المسلم، ولا يعرف ما هي الطّريق التي يجب أن يسلكها، فأعطاه الله عز وجل هذا الحل الذهبي لاختيار الطريق المناسب والابتعاد عن الطريق السيء، فلا يخسر أبداً من استخار الله تعالى وتوكّل عليه حقّ التوكّل، واستشار الناس وطلب منهم النصح؛ فلعلّ بعضاً من هؤلاء الأشخاص لديه الخبرة أو لديه معلومة لا يعلمها صاحب الأمر، كما أنّ الله تعالى رزق بعض النّاس حسن التّفكير والذكاء والفطنة؛ فهم بذلك يساعدون المستخير بالتوجّه إلى الطريق الّذي فيه الخير.
طريقة أداء صلاة الإستخارة - تجب لصلاة الاستخارة ما تجب للصلاة العاديّة من طهارة واستقبال القبلة، والإتيان بأركان الصلاة وشروطها وواجباتها، وهي عبارة عن ركعتين من غير الفريضة.
- يجب أن تنوي أداء صلاة الاستخارة.
- البدء بالركعة الأولى؛ حيث يقرأ فيها المصلّي دعاء الاستفتاح، وسورة الفاتحة، فلا تصحّ أي صلاة دون الفاتحة.
- يستحبّ بعد قراءة الفاتحة قراءة سورة الكافرون.
- إكمال الركعة بالطريقة المعتادة، وهي القيام بالركوع والسجود، ثمّ القيام لأداء الركعة الثانية.
- قراءة سورة الفاتحة في الركعة الثانية.
- يستحبّ قراءة سورة الصمد في الركعة الثانية من صلاة الاستخارة، ثمّ إتمام الصلاة.
- بعد الانتهاء من السجود في الركعة الثانية يجب قراءة التشهّد والصلاة الإبراهيميّة، ثمّ التسليم عن اليمين وعن الشمال.
- بعد التسليم يبدأ المستخير بالثناء على الله تعالى والصلاة على رسوله الكريم، ويستحبّ قراءة الصلاة الإبراهيميّة الّتي تقرأ عادةً في الصلاة، ثمّ قراءة دعاء الاستخارة، وهو: ( (اللَّهُمَّ إنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ، وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلا أَقْدِرُ، وَتَعْلَمُ وَلا أَعْلَمُ، وَأَنْتَ عَلامُ الْغُيُوبِ، اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ (هنا تسمي حاجتك ) خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ: عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ، فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ، اللَّهُمَّ وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ (هنا تسمي حاجتك ) شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ: عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ، فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ وَاقْدُرْ لِي الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ ثُمَّ ارْضِنِي بِهِ (وَيُسَمِّي حَاجَتَهُ ) وَفِي رواية ثُمَّ رَضِّنِي بِهِ)) رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ .
وهناك الكثير من الناس يخطئون في تفسير إشارات الاستخارة؛ فهي ليس أن يحلم المرء بخير أو شر في ليلة الاستخارة، وليس حسب النفسيّة التي يستيقظ بها ثاني يوم من الاستخارة وإنّما هي حسب تيسير الأمور؛ فعند التوكّل على الله بعد الاستخارة فإنّه عزّ وجل يختار لصاحب الاستخارة ما فيه خير له ولو على الأمد البعيد، فكم من شخص استخار وسار بالطريق الّتي يسّرها الله تعالى له ثمّ في بداية الأمر ظنّه الشرّ كله، ولكن بعد فترة ربّما تكون قصيرةً أو طويلةً يكتشف أنّ في هذه الطريق الخير كلّه.