متى تبدأ العشر الأواخر من رمضان

شهر رمضان الفضيل كغيره من الأشهر العربيّة يتكوّن من ثلاثين يومًا أو تسعةً وعشرين يومًا، وقد قسَّم النَّبي صلى الله عليه وسلم هذه الأيام إلى ثلاثة أقسامٍ هي: العشر الأولى وتمتاز بالرَّحمة من الله، والعشر الثَّانية تمتاز بالمغفرة، والعشر الثَّالثة أو العشر الأواخر وتمتاز بالعِتق من النّار.

العشر الأواخر من رمضان هي الفرصة الأخيرة في الشَّهر الفضيل للعِبادة والتَّقرُّب إلى الله، وكان النَّبي صلى الله عليه وسلم شديد الحِرص على اغتنام هذه الأيّام بكلِّ فعلٍ وقولٍ صالحٍ، وتبدأ أيّام العشّر الأواخر بعد مغيب شمس اليوم العشرين من شهر رمضان، وتستمر حتى نهاية الشَّهر، وفي هذه العشر يتمّ تحرِّي ليلة القدر خاصّةً في الليالي الفرديّة وهي ليلةُ كلٍّ من: الحادي والعشرين، والثَّالث والعشرين، والخامس والعشرين، والسَّابع والعشرين، والتَّاسع والعشرين من الشَّهر؛ فهي آكد الليالي التي يُعتقد بمشيئة الله أنّ ليلة القدر تكون في إحداها.

يُستحبّ في العشر الأواخر من رمضان مضاعفة العمل الصَّالح إلى أضعافٍ كثيرةٍ ما استطاع المرء ذلك؛ فإنْ عَجز عن ذلك فعلى الأقل فعل ذلك في اللَّيالي التي يعتقدّ بأنَّها ليلة قدرٍ، كما يُستحب البدء بالعمل الصَّالح من أوّل الفجر حتى الفجر من اليوم الثَّاني، ومنها:

• الحرص على أداء صلاة الفجر في جماعةٍ طوال الشَّهر وفي هذه العشر يكن المسلم أكثر حِرصًا عليها.
• الحرص على ترديد أذكار الصَّباح والمساء وعقب الصَّلاة، والتَّسبيح والاستغفار طوال الوقت.
• الحرص على زيادة بذل النفقات والصَّدقات على الأرامل والفقراء والمحتاجين.
• دعوة صائمٍ أو عددٍ من الصَّائمين للإفطار على مائدتك، أو تساهم في موائد الإفطار بالمال أو الطَّعام، أو تُرسل الإفطار إلى بيوت المحتاجين.
• استقبال لحظات غروب الشَّمس والإفطار بالسَّكينة والدُّعاء لله تعالى بقبول الصِّيام والتوفيق لموافقة ليلة القدر وقيامها على الوجه الذي يُرضي الله.
• الإكثار من دعاء النَّبي صلى الله عليه وسلم في هذه العشر: اللهم إنَّك عفوٌّ تُحب العفو؛ فاعفُ عنّي.
• الحرص على حضور صلاة التَّراويح وقِيام اللَّيل في المسجد جماعةً.
• دفع زكاة الفِطر قبل يومٍ أو يومين من نهاية الشَّهر لمن أراد الاستعجال في دفعها.
• التَّجهيز للعيد بما يُدخل السُّرور على الأهل والوالدين والفقراء والمحتاجين.
• أفضل الأعمال على الإطلاق في العشر الأواخر هو الاعتكاف في المساجد للرِّجال؛ فقد ذكرت السَّيدة عائشة رضي الله عنها أنّ النَّبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف فيها، والاعتكاف هو ملازمة المسجد للصَّلاة والعبادة وعدم مغادرته إلا للضرورة القُصوى حتى ينتهي الشَّهر.