تُعرف بلجيكا (بالإنجليزيّة: Belgium) بأنّها دولة أوروبيّة تقع في الجهة الشماليّة الغربيّة من قارّة أوروبا، تحدّها مجموعة من الدُّول من جهاتها الأربعة، وهي هولندا، وألمانيا، ولوكسمبورغ، وفرنسا،[١] يتمثّل نظام الحكم فيها بالملكيّة الدستوريّة منذ حصولها على استقلالها والاعتراف بها كدولة رسميّة، يُعتبر المجتمع البلجيكيّ مُتنوّعاً؛ إذ ساهمت الهجرات المُتكرّرة إلى بلجيكا في ظهور ذلك التنوّع الثقافيّ والاجتماعيّ الذي أثّر على الحياة العامة فيها.[٢]
عاصمة بلجيكاتُعتبر مدينة بروكسل العاصمة الرسميّة لبلجيكا (بالإنجليزيّة: Brussels)، وتعدُّ من أكبر المُجتمعات السكانيّة في بلجيكا؛ إذ تحتوي على 19 بلديّةً تُشكّل كلّ منها حُكماً إداريّاً خاصّاً بها، وفي الفترة التي تحوّلت فيها بلجيكا إلى دولة فدراليّة رسميّاً أصبحت مدينة بروكسل عاصمةً لها، كما يُعتبر إقليمها من أهمّ الأقاليم في بلجيكا؛ إذ يوجد فيها مقرّ الاتّحاد الأوروبيّ، كما تُصنَّف كمركزِ حُكم دوليّ وتجاريّ ساهم في تصنيفها ضمن المُدن الأكثر أهميّة عالميّاً، مثل نيويورك في أمريكا، وباريس في فرنسا، ولندن في بريطانيا، وطوكيو في اليابان.[٣]
تُعدُّ بروكسل المركز التجاريّ والإداريّ والماليّ لبلجيكا؛ لذلك توجد فيها أغلب المُؤسّسات والشّركات الحكوميّة والدوليّة، كما تُعتبر من المُدن السياحيّة المُهمّة التي يزورها سنويّاً العديد من السُيّاح، وقد ازدهرت كثيراً في السّنوات الأخيرة بسبب نجاحها في استضافة الاجتماعات الأوروبيّة على مستوى الاتّحاد الأوروبيّ، ممّا أدّى إلى تسميتها بمُسمّى عاصمة أوروبا. تقع بروكسل في الجهة الشماليّة في بلجيكا، أمّا أغلب سُكّانها فيتكلّمون اللغة الفرنسيّة بالإضافة إلى اللّغة الفلمنكيّة القديمة.[٣]
التاريخكانت بلجيكا في الماضي جزءاً من مقاطعة رومانيّة تُعرف بمُسمّى بلجيكا، وسُميّت لاحقاً على اسمها، وقد تعرّضت أراضي بلجيكا للاحتلال أكثر من مرّة. في القرن الثاني عشر للميلاد قُسِّمتْ إلى قسمين، هما لوكسمبورغ، ودوقية برابانت. وفي القرن الخامس عشر للميلاد أصبحت ضمن مجموعة الدّول التّابعة للإمبراطور شارل الخامس، ومن أشهرها هولندا، ولوكسمبورغ، إلا أنّ هولندا حصلت على استقلالها، وظلّ القسم الجنوبيّ منها تابعاً للقوات الإسبانيّة حتى عام 1713م.[٤]
في فترة الحروب التي جاءت بعد الثّورة الفرنسيّة تمّ ضم بلجيكا إلى الحُكم الفرنسيّ، ولكن بعد نهاية حكم نابليون أُعلنَ في مؤتمر فيينا في عام 1815م أنّ بلجيكا أصبحت جزءاً من مملكة هولندا، فثار الشّعب البلجيكيّ ضدّ الحكم الهولنديّ حتّى تمكّن من الحصول على استقلاله ضمن مُؤتمر لندن في الفترة المُمتدّة بين عاميّ 1830-1831م.[٤]
أثناء الحرب العالميّة الأولى احتّلت ألمانيا بلجيكا في عام 1914م، وفي عام 1950م قامت الحكومة البلجيكيّة بإدارة شؤون الدّولة خصوصاً بعد انتهاء الحرب العالميّة الثانيّة، وخروج بلجيكا من تحت سلطة الاحتلال النازيّ الألمانيّ، وساهم ذلك في تعزيز وجودها كدولة مُستقلّة، ولكن في عام 1951م اندلعت مجموعة من الثّورات الشعبيّة بسبب إنشائها لمُستعمرات على أراضي الدّول الأفريقيّة، فقرّرت الحكومة البلجيكيّة أن تمنح الاستقلال لكلّ من الكونغو في عام 1960م، وروندا في عام 1962م. في عام 1994م تمّ اعتماد دستور جديد لبلجيكا، الأمر الذي ساهم في تنظيم مُجتمعها، وتعزيز التّأقلم بين مُكوّناته الاجتماعيّة.[٤]
التّضاريس الجغرافيّةتصل المساحة الجغرافيّة الإجماليّة لبلجيكا إلى 30,513 كم²، وتشهد أراضيها تنوّعاً جغرافيّاً، ولا تُعتبر جبالها كبيرة الحجم، ولكن تنتشر فيها مجموعة من الأنهار، من أشهرها نهر شيلدي، ونهر الميوز، وعموماً، تُقسَم التّضاريس في بلجيكا إلى الأقاليم الآتية:[٥]
يُعتبر المناخ الماطر هو السّائد في بلجيكا، مع أجواء باردة صيفاً ومُعتدلة شتاءً، أمّا الرّياح الغربيّة المُؤثّرة على أجواء بلجيكا فهي ترفع من مُعدّلات الرّطوبة الجويّة، وتُساهم في اعتدال درجات الحرارة الجويّة. يتراوح مُتوسّط درجات الحرارة في العاصمة بروكسل بين 18 درجة مئويّة في شهر تموز (يوليو)، أما مُعدّل سقوط الأمطار يصل إلى 70 سم في المناطق الساحليّة، بينما يصل في الأردين إلى 100 سم.[٥]
التّركيبة السكانيّةيصل العدد التقديريّ لسُكّان بلجيكا إلى 11,409,077 نسمةً، أما أصول السُكّان فهي مُوزّعة على الفلمنكيّين بنسبة 58%، والوالون بنسبة 31%، أما النّسبة المُتبقيّة 11% فهي تتشكّل من الجماعات العرقيّة المُتنوّعة. تُعتبر اللّغة الهولنديّة هي اللّغة الرسميّة في بلجيكا، كما تُستخدَم لغات أُخرى فيها، وهي اللغة الفرنسيّة، واللغة الألمانيّة. ينتشر أغلب السُكّان في المناطق الحضاريّة بنسبة 97%؛ وتحديداً في العاصمة بروكسل، وفي القسم الشماليّ لبلجيكا، أما الجهة الجنوبيّة الشرقيّة فهي ذات كثافة سكانيّة قليلة.[٦]
الاقتصاديَعتمد الاقتصاد البلجيكيّ على المشروعات الحديثة؛ وتحديداً في مجالات التّجارة والصّناعة، وينتشر الإنتاج الزراعيّ في المناطق المأهولة بالسُكّان والتي تحتوي على مواردَ طبيعيّةٍ، في عام 2015م شهد النّاتج المحليّ الإجماليّ في بلجيكا نموّاً ملحوظاً بنسبة 1,4%، أمّا عجز الموازنة الماليّة وصل إلى 2,7%، ويُقابله ثبات في مُعدّل البطالة العامّة بحوالي 8,6%.[٦]
المراجعالمقالات المتعلقة بما هي عاصمة بلجيكا