الزراعة حي عملية إنتاج النباتات والأزهار وتكثيرها، والهدف منها هو إنتاج النباتات لاستخدامها في عدة طرق منها التغذية، فالنباتات مصدر غذائي هامٌّ وحساس لا يستطيع الإنسان والحيوان الاستغناء عنه بأي شكل من الأشكال، والأغذية النباتية متنوعة ومتعددة أنواعها لا يمكن عدها أو إحصاؤها، فهي بذلك العنصر الأساسي لبقاء واستدامة الحياة على وجه الكرة الأرضية. للنبات فوائد أخرى فهي تخلص الهواء من تراكم كميات غاز ثاني أكسيد الكربون والذي تعتمد عليه النباتات في عملية التنفس، كما أنها مفيدة تجميل المناظر والبيئة، وهي ملاذ الطيور وبيوتها، عدا عن استخداماتها في التطبب والمعالجة لإحتواء بعضها على عناصر هامة وفوائد متنوعة. فالنباتات على وجه الأرض هامة جداً.
تعتمد زراعة النباتات على توافر عنصر هام لا يمكن أن تتم الزراعة بدون تواجده، وهو الماء الذي يروي المحاصيل وينبت الزرع وينعش الأرض، لذلك فأينما وجدت مصادر المياه كان استقرار الإنسان، وعمار الأرض وانتشار الزرع، فالماء هو سر الحياة الأبدي. لذلك تتركز الأغطية النباتية عادة عند مصادر المياه وتنتشر المزروعات وتتنوع المحاصيل والثمار، كمنطقة حوض نهر النيل والتي تعد من ترتبتها من أخصب أنواع التربة نظراً لتموقعها على ضفاف نهر النيل العظيم، فاشتهرت مصر بتنوع محاصيلها كالقطن المصري والمانجا والأرز المصري الذي يحتاج لكميات هائلة للزراعة. كما تنتشر النباتات أيضاً في المناطق التي تتعرض لكميات أمطار جيدة خلال فصل الشتاء كمنطقة حوض البحر المتوسط والتي تشتهر بتوافر كم هائل وبأجود الأنواع فيها كالبرتقال والتفاح والزيتون والتين والبندورة والأعشاب وباقي أنواع الخضار والفواكه الكثيرة، لهذا تعد هذه المنطقة من أهم المناطق العالمية نظراً لجمالها وتنوع منتجاتها وتعاقب الحضارات عليها.
بعد أن كانت الدول العربية دولاً مصدرة للمنتاجات الزراعية المختلفة والتي كانت تعد مدعاة للتفاخر بسبب جودتها العالية وكثرتها، أصبحت الآن تعد من الدول المستوردة، بسبب هجر المزارعين لأراضيهم وتفضيلهم العمل الوظيفي بأدنى الرواتب على العمل في الزراعة، وذلك نتيجة ثقافة مجتمعية تطورت في العقود الأخيرة تحقر العمل الزراعي، كما أن طغيان الطابع الاستهلاكي على الشعوب جعلها تنفر من هكذا أعمال، وحياة المدن التي زينت بأعين المزارعين أسهمت أيضاً في تحفيزهم على هجر أراضيهم، إضافة إلى هجر الحكومات أصلاً لدعم الزراعة، وتآكل الأراضي الزراعية بسبب الزحف العمراني عليها ، فأصبحت الأرضي مزروعة بالحجارة بدلاً من الغطاء الأخضر.
هذا الإهمال الشديد وتراجع الزراعة أدى إلى اعتماد الدول العربية على الدول الأخرى في تحصيل غذائها مما أدى إلى تدهور في أوضاعها أوصل الأمور إلى ما هي عليه الآن.
المقالات المتعلقة بما هي الزراعة