ما هي الحقوق الزوجية

ما هي الحقوق الزوجية

تتوطّد العلاقة بين الأزواج حين يعرف كلّ طرفٍ واجباته وحقوقه، فقد رتّب الإسلام الذي جاء بالشّريعة الكاملة على الزوج والزّوجة واجباتٍ كما أعطى لكل طرفٍ حقّه، فالغرض من الزواج هو استمرار تلك العلاقة ودوامها وفق مبادئٍ وأحكام وفي جوّ من السكينة والمودّة والرّحمة، فلا يفهم الرّجل وقد أعطاه الإسلام حقّ القوامة في الأسرة أنّ هذا الحق يعني التجبّر والتّسلط على الزوجة وأفراد الأسرة، فربّ الأسرة هو مسؤولٌ عنها ومحاسبٌ يوم القيامة عن ما استرعاه الله فلا يقصّر في شيءٍ من واجباته بل يقوم بها على أكمل وجهٍ وكذلك الزوجة عليها أن تتحمّل مسؤولياتها في بيتها بدون إهمالٍ أو تكاسلٍ وأن تحفظ بيتها وتحفظ زوجها في غيبته فلا تدخل بيتها من يكره بغير إذنه ولا تخرج من بيتها بغير إذنه في تشارك للمسؤولية ووعيٍ وإدراكٍ لحرمة الأسرة، فبيت الأسرة له حرمةٌ وحمى يجب على كلا الزوجين المحافظة عليه وضمان استمرارية بقائه مصوناً من كل ناقصةٍ أو عيب .

فعلى الزوج الإنفاق على الأسرة وهذا من واجباته وأن لا يطعمهم إلاّ طيباً وحلالاً، وأن يعفّ زوجته بأداء واجباته العاطفية والخاصّة اتجاهها، وأن يكرمها ويحسن إليها ولا يهينها وله حقّ الطّاعة عليها في غير معصية فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق وله أن تخدمه زوجته في غير ما جرت به العادة فلا يكلّفها ما لا تطيق فهي ليست أمةً أجيرةً عنده وعلى الزوجة كذلك أن تمكّن زوجها من الإستمتاع بها على الوجه الشرعيّ وأن لا تمتنع عن ذلك فقد صحّ في الحديث أنّ من إمتنعت عن زوجها لعنتها الملائكة حتى تصبح، وإنّ حقوق الزوجين وواجباته لا تُفهم إلاّ في إطار الدّين والمحبّة، فالزّوجة ليست أجيرة عند زوجها والزّوج كذلك ليس ملكاً لا يعصى في بيته، وقد روي من سيرة سيّدنا عمر رضي الله عنه كيف جاءه أحد الرّجال وهو خليفة ليشكو طباع زوجته ورفعها صوتها عليه، فجاء ليطرق بابه فسمع صوت زوجة سيدنا عمر فاستحيى وتولّى بعد أن أدرك أنّ المشاكل البسيطة قد تحصل في أيّ بيتٍ وعلى كلا الزّوجين الصّبر على الآخر لتدوم الحياة الزوجيّة في جوٍ من الألفة والمحبّة والرّحمة والتودّد .

المقالات المتعلقة بما هي الحقوق الزوجية