يُعدّ الأرز غذاءً رئيسيّاً في الكثير من دولِ العالم وبالذات في الثقافات الآسيوية؛ فحسب إحصاءات منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة لعام 2012 يتصدّرُ الأرز قائمة السلع الزراعية؛ حيث يأتي في المركزِ الثالث بعد قصب السكر والذرة. للأرزِ المطبوخ فوائد جمَة أهمها كونه مصدراً غذائياً غنياً بالطاقة والألياف التي تساعد على الوقاية من السرطان، إلاَ أنّ تناوله وهو غير مطبوخ له آثارٌ سلبيةٌ وعواقبٌ غير محمودة.
أضرار أكل الأرز النيء الإصابة ببكتيريا سيريوس العصويةهناكَ عدةُ سلالاتٍ من بكتيريا سيريوس العصوية التي تتواجدُ في أطعمةٍ متنوعةٍ والتي قد تكون مفيدةً للإنسانِ في بعضِ الأحيانِ، إلاَ أنَ السلالةَ المرتبطةَ بمنتجاتِ الأرزِ هي إحدى تلكَ السلالاتِ الضارةِ لجسمِ الإنسانِ؛ ففي حال تناولِ الأرزِ غيرِ المطبوخِ أو غير المطبوخِ جيداً تنتجُ هذهِ السلالةُ من بكتيريا سيريوس العصوية مادةً سامَةً تدعى cereulide والتي يمكنُ أن تؤدي إلى التقيُؤ والغثيان خلال أولِ 24 ساعةً من تناولها.
زيادة في معدلات الكتينالكتين هوبروتين يعمل كمبيدٍ حشريٍ طبيعيٍ في الأرزِ والبقوليات، وهذا البروتين هو أحدُ أهمِ مسبباتِ الإصابةِ بالتسممِ الغذائيِ، فعند تناولهِ بكثرة يتسببُ بالتقيؤ أو الغثيان أو الإصابةِ بالإسهال؛ حيث إنّ الكتين يمنع عمليةِ إعادةِ بناءِ خلايا الجهازِ الهضميِ التي تضررت أثناء تناولِ الطعام، وهي عمليةٌ طبيعيةٌ في الجهازِ الهضمي، ولدى منعها من الحدوث تتسببُ بالإصابةِ بأعراضِ التسممِ الغذائي. وعلى المدى الطويل، يتسببُ الكتين في الأرزِ غير المطبوخ أو غير المطبوخ جيداً بتطورِ أمراضِ الاضطراباتِ الهضميةِ ومرض السكري وسرطانِ القولون والمستقيم.
عدم الاستفادة من العناصر الغذائية للأرزيساعدُ غلاف السيليولوز الخارجي للأرزِ على حمايتهِ من التلف، إلاَ أنّ هذا الغلافَ السيليولوزي يتسببُ بسوءِ الهضمِ في الجهازِ الهضمي البشري لعدم قدرتهِ على هضمه، وعلى الرّغم من أهميّةِ هذا الغلاف السيليولوزي بتوفيره الأليافَ الضروريةَ لتحسين صحةِ الجهاز الهضمي إلا أنهُ يقلل من الفائدةِ الغذائيةِ للأرز، وعند طبخِ الأرزِ بالماءِ المغلي يتلفُ هذا الغلافُ السيليولوزي ممّا يزيد قدرةَ الإنسانِ على هضمهِ وامتصاصِ البروتيناتِ والعناصرِالغذائيةِ الأخرى.
يُذكر أيضاً أن تناولَ الأرزِ النيء قد يكونُ مرتبطاً في بعض الحالات بخلل القطا pica، وهوخللٌ يؤدّي الى رغبةٍ غير طبيعيةٍ بتناولِ موادَ غير غذائيةٍ مثل الشعرِ أو الدهان أو الرمل، أو موادَ تعتبرُ مكوناتٍ مبدئيةً لتحضيرِ الأطعمةِ مثل الطحين أو الملح أو الأرز النيء، ويؤثّرهذا الخللُ على الأفرادِ من جميعِ الأعمار رغم شيوعهِ بشكلٍ خاصٍ عند الأطفال، وقد يظهر أحياناً في مرحلةِ الحمل.
يعودُ تطورُ هذا الخللِ بشكلٍ رئيسيٍ لعدمِ وجود معادنَ كافيةٍ في النظامِ الغذائي وبالذات معدنيّ الحديد والزنك؛ لذلكَ يجبُ التنويهُ إلى أهميةِ زيارة الطبيب إذا شعرت برغبةٍ شديدةٍ بتناول الأرز النيء أو إحدى المواد غير الغذائيّة المذكورة مسبقاً.
المقالات المتعلقة بما هي أضرار أكل الأرز النيء