ينشغل تفكير الإنسان دوماً بنهاية العالم وكيف سيكون مصير الإنسان ومصير الكواكب والنجوم والفضاء، فالإنسان دائماً يفكّر في كيفية خلق الأرض والبشر وفي المعجزات التي نراها في الكون، مثل: تعاقب ظهور الشمس والقمر، وتحليق الطيور، ونموّ النباتات، وولادة الأطفال. كل هذه حقائق لا يُمكن إنكارها أو تجاهلها، لكنّها تثير الحيرة في عقل الإنسان دوماً، ومهما حاول الإنسان أن يخترع ويتقدّم في العلم كي يضاهي قوة وعظمة الله تعالى في الخلق لا يستطيع ذلك ويشعر وقتها بالضعف والعجز أمام حكمة وقوة الله تعالى، فدائماً ما يفكر الإنسان فيما سيحدث له بعد الموت وكيف ستكون الحياة الأخرى؟
بعث الله الرُسل إلى الناس كي يكونوا على علم بما سيحدث بعد نهاية هذه الحياة كي يتفكّروا ويؤمنوا بالله تعالى ويبتعدوا عن المعاصي، فكان النبيّ محمد صلّى الله عليه وسلّم خاتم المرسلين وبقيت معجزته خالدة حتى يومنا هذا وهي القرآن الكريم، وقد ذكر الله تعالى في كتابه الكريم كيفيّة الخلق والبعث ونهاية هذا الكون الكبير، وقد ذكرت نهاية الكون ومحاسبة الناس أيضاً في الكتب السماوية الأخرى مثل كتابة الإنجيل وكتاب الثوارة، لكنّ هذه الكتب تعرضت للكثير مِن التحريف وتدخل الإنسان بها، ولم يبقى كتاب محفوظ إلّا القرآن الكريم، وقد تحدّث القرآن الكريم كثيراً عن يوم القيامة وماذا يحدث به، وكيف سيحاسب الناس ويخرجون مِن قبورهم، فما هو يوم القيامة؟ وماذا سوف يحدث به؟ وما هي علاماته؟
محتوياتيوم القيامة: هو يوم البعث، حيث يبعث الناس مِن قبورهم للحساب ولكي يتحقّق العدل ويُكافأ الصالح بالجنة ويعاقب الفاسد بالنار، فلكل شيء نهاية سواء أكان إنساناً أو حيواناً أو نباتاً، ويوجد العديد مِن الإشارات التي ذكرت في القرآن الكريم وفي سنة محمد صلّى الله عليه وسلّم تدلّ على اقتراب نهاية الكون واقتراب يوم القيامة، وهي مقسمة إلى قسمين علامات القيامة الصغرى وعلامات القيامة الكبرى.
علامات يوم القيامة علامات القيامة الصغرىبعد ظهور كل هذه العلامات الصغرى والكبرى ليوم القيامة يغلق باب التوبة في نهاية الزمان وذلك عند شروق الشمس مِن مغربها. وفي هذا الوقت يمحى القرآن الكريم مِن الصحف ولا تقبل توبة أحد على وجه الأرض وتخسف الأرض ويموت بقية الناس ولا يبقي أي كائن يعيش على وجه الأرض، وتحدث الكثير مِن الأمور بعد أن انتهت الحياة على كوكب الأرض.
ماذا يحدث بعد الموتلا يُمكن للإنسان تصوره الحياة الآخرة أبداً فهي فوق تصور وتخيل الإنسان حيث يوجد بها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت، فمهما حاول الإنسان تخيل الحياة الآخرة الخالدة فلن يستطيع ذلك لأنها فوق تصوره وخيالاته المحدودة، لذلك يجب على الإنسان أن يذكر نفسه دوماً بأن الكون كله فاني وأن الإنسان لن يخلد في الدنيا، ويجب أن يعمل الإنسان لآخرته كما يعمل لدنياه كي ينفعه ذلك في الآخرة وينال رضا الله تعالى ويدخل الجنة مِن أوسع أبوبها، ويجب أن يحاسب الإنسان نفسه كل يوم وقبل نومه قبل أن يحاسبه الله تعالى على ذلك، لأنّ الإنسان يستطيع أن يصلح ما قام به مِن خطأ ولكن إذا مات فجأة فسوف يفوت الأوان على ذلك ويحاسبه الله تعالى حساباً عسيراً، فلا تنظر للشخص الكافر أو المتجبر في الأرض الذي يهتم لظلم الناس والطغيان والفساد في الأرض، فإنّ الله تعالى يمهل الطاغي فترة مِن الوقت كي يتوب ويصلح مِن أخطائه وإذا استمر على طغيانه وفساده في الأرض فإن الله يعاقبه في الدنيا والآخرة ولا يقبل توبته بعد فوات الوقت.
المقالات المتعلقة بما هو يوم القيامة