لا يمكن اعتبار فن الإتيكيت فناً محصوراً على فئة معيّنة من الناس، بل يتوجّب أن يشمل جميع أفراد الناس وبكافّة فئاتهم، لأنّه فن الاحترام والتعامل الجيّد الذي يعكس صورةً جيّدة عن الإنسان نفسه وعن البيئة التي خرج منها، وهذا الفن يتعدّى كيفيّة استعمال أدوات الطعام ليدخل في كافّة التفاصيل، وكيفيّة التعامل مع الناس، والطّريقة التي ينبغي التحدّث بها دون أن يجرح الإنسان من يتحدّث إليه والطريقة التي يمكن بها إعطاؤه الاحترام الأمثل، بالإضافة إلى الطريقة الّتي يتوجّب بها التعامل مع المرأة والطفل، وغير ذلك العديد من الأمور الحياتيّة الهامّة.
الإتيكيت في مجتمع من المجتمعات ما هو إلّا دليل على مدى تحضّر أفراد هذا المجتمع؛ فهو الدّليل الذي يستهدى به على سلوك أحد المجتمعات، من هنا فإنّ قواعد الإتيكيت قد تختلف من حضارة إلى الحضارة الأخرى، لهذا السبب فإنّ الموضوع ليس من مواضيع التّرف أو من المواضيع الّتي تنحصر على مجتمع دون المجتمعات كما يقول البعض، وعندما يُقبل بعض الأفراد على تعلّم قواعد الإتيكيت؛ فهذا الأمر من الأمور المحبّبة جداً، فهو بمثابة توحيد عادات المجتمع، وصبغه بالصّبغة العامة التي تعطيه خصوصيّة عن غيره من المجتمعات. هذا من ناحية قواعد الأكل والشرب، أمّا من النواحي الأخلاقيّة فنجد أنّ جميع البشر يتّفقون على الأخلاقيّات إلّا أن ضرورة التعبير عنها تختلف من دولة إلى أخرى مع وجود العديد من الأمور المشتركة بين مختلف الشّعوب.
الإيتيكيت في الإسلامفي ثقافتنا الإسلاميّة أسّس الرسول الأعظم من خلال تعاليمه لنظام الإتيكيت الإسلامي؛ حيث يعدّ امتداداً لما في الثّقافات الأخرى، ومتكاملاً معها مع وجود بعض الخصوصيّات، فعندما جاء الإسلام قال الرّسول الأعظم: " إنّما بعثت لأتمّم مكارم الأخلاق "، وهذا يعني أنّ كلّ ما هو جيد سيستمر وكل ما فيه إهانة للبشر من العادات الجاهليّة القبيحة فإنّه سيندثر وسيستعاض عنه بتعاليم جديدة أكثر أخلاقيّة.
وكانت العادة عند العرب في الجاهليّة بخصوص مصافحة النّاس لبعضهم البعض قائمةً على أساس القيمة الاجتماعيّة، فلا يُصافح إلّا الإنسان ذو القيمة، ولكن الرسول عندما جاء بدعوته التوحيديّة ساوى بين البشر، ووضع أسساً جديدة لمجتمع متعاونٍ متكافل إنساني، ومن هنا ألغى هذه العادة بقوله: " ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان إلّا غفر لهما قبل أن يفترقا ". هذه واحدة من العادات الّتي كانت منتشرةً في الجاهليّة، والّتي غيّرها الإسلام بتعاليمه السمحة من هذا المثل نجد أنّ الإتيكيت ضروريّ وبشكل كبير جداً ولكافّة المجتمعات.
المقالات المتعلقة بما هو فن الإتيكيت