الأطفال هم زينة الحياة وبهجتها كما وصفهم الله جلّ وعلا في كتابه الكريم : "المال والبنون زينة الحياة الدنيا"، ورمز البراءة والنقاء في هذا العالم، فيكفي من الإنسان أن يهتمّ بطفل أو يداعبه لتزول عنه هموم الدّنيا بأكملها، فالأطفال نعمة عظيمة منّ الله عزّ وجل بها علينا، لذا يجب الحفاظ عليها والاهتمام بها، فنجد كل أمٍّ تبدأ بالاهتمام بطفلها منذ أن يكون جنيناً في أحشائها وحتّى بعد ولادته ووصوله إلى سن الرشد، ومن أكثر الأمور المؤرقة للأم هي صحّة ابنها وتغذيته.
الرضاعةوتعتبر الرّضاعة الطبيعيّة من أقوى الصلات ومن أكثر الأمور التي توطد العلاقة بين الأم وطفلها، عدا عن أنّ حليب الأم يشكّل مصدراً غذائياً كاملاً ومتكاملاً لجسم الطفل، وخاصّةً في الشهور الأولى من حياته، لما يحتويه من عناصر وقيم غذائية مفيدة جداً وضروريّة لنمو الطفل بشكل سليم، كما أنه يعمل على تقوية المناعة الموجودة لدى الطفل وبالتالي جعله أقلّ عرضةً للإصابة بالأمراض، أمّا بالنسبة للأمهات اللاتي لا يستطعن إرضاع أطفالهنّ رضاعةً طبيعيّةً فيمكنهنّ إعطاء الأطفال الحليب الصناعي، وهو غني بالعناصر الغذائية الضرورية لجسم الطفل، إلّا أنّه لا يضاهي حليب الأم.
والحليب بشكلٍ عام سواءً كان طبيعيّاً أم صناعياً هو المصدر الغذائي الوحيد الذي يمكن للأم إعطاؤه لطفلها قبل بلوغ الثلاثة أشهر، لكن بعد بلوغه الثلاثة أشهر فإنّ جسمه يبدأ بالتطوّر ويبدأ الطفل بالحركة والتفاعل مع البيئة المحيطة به، لذا يصبح الحليب وحده مصدراً غذائياً غير كافٍ للطفل، فهو يحتاج في هذه المرحلة إلى تناول أطعمة جديدة بجانب الحليب لإمداد جسمه بالعناصر الغذائيّة التي يحتاجها جسمه ليبدأ باكتشاف كل ما هو جديد حوله.
وعلى الأمّ معرفة أنّ تغذية طفلها السليمة في مراحل حياته الأولى هي حجر الأساس الّذي يقوم عليه جسم الطفل في باقي مراحل حياته فيما بعد، فعندما تقدّم الأم لطفلها الأغذية المفيدة والغنية بالعناصر الضرورية لجسمه فإنّ صحّته ستصبح أفضل ومناعته أقوى، كما أنّ ذلك سيزيد من رغبة الطفل دائماً بتناول الأغذية المفيدة له، وسيقلّل من رغبته في تناول الأغذية غير المفيدة في مراحل متقدّمة من عمره. والاهتمام بتغذية الطفل في جميع مراحل حياته مهمة جداً، وخاصةً في المراحل الأولى من حياته وعند بلوغه الشهر الثالث، لأنّها أوّل مرحلة من حياته يبدأ فيها بتناول أطعمة جديدة، إضافةً إلى الحليب، وسنقدّم للأمهات برنامجاً غذائياً متكاملاً للأطفال في عمر الثلاثة أشهر.
طبعاً لا بدّ للأم أن تقدّم لطفلها الحليب دائماً فهو ما زال بحاجته؛ إذ يحتاج يومياً إلى 6 رضعات، ومن أفضل الوجبات التي من الممكن البدء بإدخالها في النظام الغذائي للطفل هي الأغذية المصنّعة من الطحين، وبالأخص طحين القمح، وهو متوفّر في الصيدليات، وفي حال لاحظت الأمّ أن طفلها يعاني من الإمساك فمن الأفضل تقديم مغلي طحين الشعير له في هذه الحالة، أمّا إذا كان يعاني من الإسهال فإنّ أفضل ما يمكن تقديمه له هو مغلي من طحين القمح وكريما الأرز؛ بحيث يتمّ خلط الطحين مع القليل من الماء، ومن ثمّ إضافة الحليب إلى هذا المزيج ووضعه على نارٍ هادئة لمدّة 5 دقائق، وبعد ذلك يقدّم للطفل بواسطة الرّضاعة.
المقالات المتعلقة بما هو غذاء الطفل في الشهر الثالث