يعرف الطريق بأنّه كافة الممرات العمومية التي يسلكها الناس من شوارع وأزقة وغيرها، وهو مرفق عام لجميع الناس ومُلك للجميع، فالكل يستخدمه، ولا أحد يستطيع أن يستغني عنه، كما لا يجوز الجلوس فيه وعرقلة حركة الناس ومصالحهم، فاحترام الطريق والمحافظة عليه من الأخلاق العالية التي جاء بها الإسلام كما قال النبي صل الله عليه وسلم: (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق)[ السلسلة الصحيحة]، فكمال الأخلاق هو من كمال الدين، ونقصها من نقص الدين.
حقوق الطريقعَنِ النَّبِي صلى الله عليه وسلم قال: (إياكم والجلوسَ في الطرقاتِ. فقالوا: ما لنا بدٌ، إنما هي مجالسُنا نتحدثُ فيها. قال: فإذا أبيتم إلا المجالسَ ، فأعطوا الطريقَ حقَّها. قالوا: وما حقُّ الطريقِ ؟ قال: غضُّ البصرِ، وكفُّ الأذى، وردُّ السلامِ، وأمرٌ بالمعروفِ، ونهيٌ عن المنكرِ) [صحيح البخاري]
غض البصرلأن الطريق تسلكه النساء لحاجتهن، وقد تُفتح أبواب ونوافذ البيوت فيكشفها الجالسون في الطريق، لذا وجب أن يصرف الجالس بصره، ولا يطلقه في بيوتهم وعوراتهم، ولا يحبّذ أن يمدّ المار أو الجالس بنظره لمتاع يحمله آخر لمعرفة ما معه، كما لا يحبّذ النظر لما في داخل السيارات من نساء أو أطفال أو متاع، كلّ هذا منافي للأخلاق والدين، قال الله تعالى: (قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ*وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ) [النور: 30، 31].
كف الأذىمن حقوق الطريق كفّ الأذى، وعدم التعرّض للناس وإيذائهم في أعراضهم وأبدانهم، قال النبي صل الله عليه وسلم: (المسلمُ من سلِم المسلمون من لسانِه ويدِه) [صحيح البخاري].
رد السلاميعتبر إفشاء السلام واجب، وحق من حقوق الطريق، فالسلام يزيد المحبة، ويزرع الألفة، ويزيل الأحقاد، ويجلب رضا الله سبحانه وتعالى، وهو حقّ من حقوق المسلم على أخيه المسلم، قال رسول الله: (حَقُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ سِتٌّ قِيلَ: مَا هُنَّ يَا رَسُولَ اللهِ؟ ، قَالَ: إِذَا لَقِيتَهُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ، وَإِذَا دَعَاكَ فَأَجِبْهُ، وَإِذَا اسْتَنْصَحَكَ فَانْصَحْ لَهُ، وَإِذَا عَطَسَ فَحَمِدَ اللهَ فَسَمِّتْهُ، وَإِذَا مَرِضَ فَعُدْهُ وَإِذَا مَاتَ فَاتَّبِعْهُ) [رواه مسلم].
حقوق أخرىالمقالات المتعلقة بما هو حق الطريق