يضاعف الله سبحانه وتعالى أجر الأعمال الصّالحة لعباده المسلمين وهذا من فضل الله تعالى على عباده ورحمته بهم فالعبد مهما عمل من أعمال وإن كانت كأمثال الجبال فهو مفتقرٌ إلى رحمة الله تعالى وفضله فلا يدخل أحدٌ من البشر الجنّة إلا برحمته تعالى حتى النّبي المعصوم عليه الصّلاةو السّلام ،و لا ريب أنّ المسلم يحرص على جمع الحسنات وزيادتها فهي التي تقرّبه إلى الجنّة ونعيمها ورضوان الله فتراه لا يكتفي بالعبادات المفروضة طمعا بما عند الله من أجر ، فيؤدّي النّوافل من صلاة وصيام ويتصدّقو يستزيد من الخير ويحرص على عدم إضاعة ثواب أعماله بالمنّ على النّاس أو الأذى أو إغتيابهم والسّعي بالنّميمة بينهم فهذا مما يحبط الأعمال ويذهب بأجرها ،و كل عمل صالح يعمله المسلم يثاب عليه إٍذا كان إبتغاء مرضاة الله سبحانه حتى الأمور المباحة كإتيان الرجل زوجته فهو يأتيها بالحلال وبالطريق الذي شرعه الله تعالى فيثاب على ذلكو لأنّه كان من الممكن أن يضعه في الحرام فيأثم لذلك .
والحسنة عند الله تضاعف أضعافاً كثيرة ، فالحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف وأكثر ، فالله يضاعف لمن يشاء ،و قد ميّز الله الصبر ورتّب عليه أجراً ليس كسائر الأجور فلا حساب لهذا العمل العظيم عند الله ، فالمسلم الصابر يتحمّل البلاء فيحمد الله ويتعرّض للأذى فيصبر طمعاً بما عند الله ،و إنّ الصّوم هو صبر عند الله فالصّائم يترك طعام هو شرابه إبتغاء وجه الله ،و قد رأينا نماذج من صحابة رسول الله صلّى الله عليهو سلّم صبروا على الأذىو الإبتلاء فنالوا الدّرجات العلى ،و قد إشتهر من الأنبياء سيّدنا أيوب عليه السلام وذهب مثلاً في الصّبر والتّحمل فيقال كصبر أيوب ،و قد أذهب عنه الله إبتلاءه وآتاه فضلاً من عنده ورحمه وجزاه بصبره خير الجزاء ، فمن يصبر من المسلمين على الأذى والإبتلاء أو يصبر لفقدان عزيز فيسترجع ويحمد الله يكون ثوابه عند الله عظيماً ولا حساب له ، قال تعالى " إنّما يوفّى الصّابرون أجرهم بغير حساب " صدق الله العظيم .
المقالات المتعلقة بما هو جزاء الصبر