حرّم الله سبحانه و تعالى الظّلم على نفسه و جعله بين العباد محرّماً ، فكان العدل من أسمائه سبحانه و صفاته ، و قد عدّ الله سبحانه و تعالى الشّرك بالله من أعلى مراتب الظّلم ، فقال سبحانه على لسان لقمان الحكيم (و إذ قال لقمان لابنه و هو يعظه يا بنيّ لا تشرك بالله ، إنّ الشّرك لظلمٌ عظيم ) ، و هذا النّوع من الظّلم لا يغفره الله لمن ارتكبه و يغفر ما دون ذلك من الذّنوب و المعاصي لمن يشاء ، و الظّلم ظلماتٌ يوم القيامة و ما من شيءٍ أجدر أن يعجّل الله لصاحبه العقوبة في الدّنيا قبل الآخرة من الظّلم ، فدعوة المظلوم مستجابةٌ ترفع فوق الغمام و يتعهّد الله بنصرة صاحبها و لو بعد حين .
و تتنوّع مظاهر الظّلم في حياتنا و في أفعالنا ، و قد ذكرنا بأن الإشراك بالله هو أشدّها ، و يليه ظلم الحاكم لأفراد رعيّته ، فقد أمر الله سبحانه و تعالى نبيّه داود عليه السّلام حين جعله خليفته في الأرض أن يحكم بين النّاس بالعدل ، و أن لا يتّبع الهوى فيضلّه عن سبيل الله تعالى ، و إنّ من أصناف العباد الذين يظلّهم الله بظله يوم لا ظلّ إلا ظلّه إمامٌ عادلٌ ، و لا يخفى أنّ الإمام إذا صلح صلح النّاس و إذا فسد فسد النّاس ، و ظلم الحاكم يؤدي إلى مفاسد عظيمةٍ فلا تؤدّى الأمانات و لا تعطى الحقوق ، و هناك نوعٌ آخر من أنواع الظّلم هو ظلم الإنسان لنفسه ، فحين يرتكب العبد الذّنوب فإنّه يظلم نفسه فهي أمانةٌ عنده عليه إصلاحها و تهذيبها لتنال رضا الله و الجنّة .
و من صور الظّلم أيضا ظلم الزّوج لزوجته ، فقد تقوم الزّوجة بواجباتها على أكمل وجهٍ اتجاه زوجها و لا تقصّر معه في شيءٍ ، فتراها تعتني ببيتها و أولادها و تحضّر لزوجها الطّعام ، فيجيء الزّوج إلى البيت ليسبّها أو يهينها و ربّما ضربها و هذا من الظّلم المحرّم الذي لا يرضاه الله ، و عقوبة الزّوج الظّالم الذي لا يؤدي حقّ زوجته أو يمنعها عن نيل حقها أو يؤذيها بأيّ شكلٍ من الأشكال ، عقوبته وخيمةٌ عند الله فقد يعجّلها الله له في الدّنيا أو يبقيها عقوبةً مدّخرةً له في الآخرة .
المقالات المتعلقة بما هو جزاء الزوج الظالم