الإنسان كائن اجتماعي بطبعه، لا يستطيع العيش منفردا على هذه البسيطة، وحتى لو قرر ذلك فلا مفر له من الاحتكاك بالآخرين على الأقل لقضاء حاجاته الأساسية، المأكل والمشرب والعمل والسكن... إلخ. لكن هذا كله لن يكفل له التميز عن باقي المخلوقات، إذ إنّنا نجد أن هناك كائنات أخرى عديدة لا تستطيع العيش إلا في جماعات، ولا تستطيع الاعتماد على نفسها في كل شئ، لذا كان لزاما على الانسان التميز في اجتماعيته.
الذكاء الاجتماعي هو مقدرة الإنسان على إدارة علاقاته مع الآخرين وتطويعها لصالحه وصالحهم، ولا تتأتى هذه القدرة إلا عن طريق القدرة على فهم الأشخاص بأجناسهم وتقدير مشاعرهم.
من هذا التعريف المقتضب، نجد أن من أفضل الطرق التي تؤدي إلى الوصول إلى كسب أكبر عدد من الناس، هو بتمثل ما ينتابهم من مشاعر وتقدير ما يدور في رأسهم من أفكار، مع الأخذ بعين الاعتبار الظروف المحيطة التي منحتهم هذه الشخصيات.
لا يمكن بأيّ حال من الأحوال وصف الذكاء الاجتماعي بأنّه العملية البسيطة المكتسبة، بل على العكس تماما فإنّها عملية مرهقة متعبة تحتاج لضبط النفس والهدوء، والمجاملة والمحادثات التي قد تكون مطولة والثناء.
ينظر بعض الناس للذكاء الاجتماعي على أنه سلاح ذو حدين، فالبعض يرى فيه وسيلة لكسب الأشخاص وتحبيبهم فيه، إذ إنّه يتجنب الاصطدام بالآخرين وتذكيرهم بما يكرهون، بينما يرى البعض الاخر أنّه وسيلة للوصول الى المآرب وتحقيق الغايات وخصوصا المادية والوظيفية، فهم يصفونه بالتملق.
ويجب التفريق بين الذكاء والذكاء الاجتماعي، فالذكاء يعطي صاحبه القدرة على فهم محيطه وقوانين الكون ولكن الذكي ليس بالضرورة أن يكون ذكيا اجتماعيا، إذ قد تجده منعزلا لا يحب الاختلاط، فظا مستهتراً بالآخرين وبمشاعرهم، لا يقدر من حوله ولا يستطيع التعامل معهم.
ولا يمكن أحيانا التفريق بين الذكاء الاجتماعي والذكاء العاطفي، حتى دفع البعض إلى تعريف الذكاء الاجتماعي على أنّه جزء من الذكاء العاطفي، فالذكاء العاطفي ببساطة هو قدرة الشخص على التحكم في انفعالاته والتحكم في عواطفه بتأجيلها وكبتها ليستطيع تجاوز محنة أو موقف ما وضعته الظروف فيه، مع معرفة عواطف الاخرين وهذا هو مكمن التشابة بين النوعين.
الذكي اجتماعيا أو عاطفيا يمتاز بالثقة العالية في نفسه، ومحبته للآخرين ومحبة الآخرين له، لذا فهو بالتأكيد يستطيع تحقيق أهدافه و طموحاته وسلب تفكير الاخرين هذا بالإضافة إلى كونه شخص أمين وصادق يمتلك القدرة على الاعتراف بخطأه والاعتذار عنه. لذا لا بد من زيادة التركيز على هذه المهارة عن طريق منحها مزيدا من الوقت والدورات التدريبية على ايدي المختصين.
المقالات المتعلقة بما هو الذكاء الاجتماعي