ما هو أبو الهول

من منّا حينما يذكر اسم ( أبو الهول ) لم يخطر بباله المجسّم الحجري المنحوت على شكل رأس إنسان وجسم أسد، والموجود في هضبة الجيزة في جمهوريّة مصر العربيّة؟

لقد كثُرت الآراء واختلفت فيما بينها حول الرمز الذي يمثّله أبو الهول، فقد تحدّثت آراء قديمة بأنّه يمثّل بحكمة الإنسان وبقوّة الأسد مجتمعين، وهذه الصفات كانت تنطبق على الملك ( خفرع )، ونجد رأي لبعض الآثاريين يشير إلى أنّه قد بني من قِبل الملك ( خوفو )؛ حيث دلّت الآثار على وجود تمثالٍ للملك خوفو تشبه رأس أبو الهول، وبالتالي فإنّ هذه المقولة تنفي الشبه بين أبو الهول وخفرع، إلاّ أنّه وبحسب الباحثين فإنّه لم يتمّ تحديد من بنى أبو الهول حتّى الآن، وقد رأى بعض الباحثين بأنّ أبو الهول يمثّل ( حر إم آخت ) وهو إله الشمس ، وكان دليلهم على ذلك وجود المعبد مقابلاً لأبو الهول، وهذا المعبد تُقام فيه الطقوس الدينيّة الخاصّة به .

أُشير إلى أنّ أبو الهول كان له أنفٌ طويلٌ يصل قرابة المتر، إلاّ أنّه فقد من هذا المجسّم الحجري، حيث تذكر بعض المصادر إلى أنّ نابليون هو من قام بتدميره بالمدفعيّة، وهنالك اتهامات أخرى تقول بأنّ البريطانيّين هم من دمّروا أنفه، ونجد بعضهم يتّهم المماليك بهذا الأمر، وقد ذكر ( المقريزي ) بأنّ هناك شخص عاش فترةً طويلة بجوار أبي الهول وقد كان يعتبر بمثابة قدّيس عند الشعب قديماً، وهو من قام بتدمير أنفه، وكان يُدعى هذا الرجل ( صائم الدهر )، ونجد رواياتٍ عديدة بشأن أنف أبو الهول؛ حيث قيل بأنّه كان قديماً أبناء الملوك من الفراعنة يتبارون بالرّماية على أنفه فأصابوه تهشيماً، وبعضهم رجّح أنّه قد أتلف بفعل العوامل الطبيعيّة أي ( التعرية )، إلاّ أنّ بعضهم أكّد على أنّ أبو الهول كان في الأصل بلا أنف.

فإنّ أبو الهول بلا شك هو عبارة عن مجسّم لمخلوق غير موجود إلاّ في الأساطير القديمة، وقد بيّن المهتمّين بعلم الآثار إلى أنّه كان قديماً مغطّى بطبقةٍ ملوّنة من الجص ما زالت حتى الآن تظهر أذنه آثار لتلك الألوان.

إنّ مجسّم أبو الهول يعدّ من المنحوتات الأقدم في العالم، والأكثر ضخامةً؛ حيث إنّ طوله يبلغ 73.5 متراً، وعرضه يبلغ 6 أمتار، ويعتبر هذا التمثال هو حارسٌ لهضبة الجيزة التي أنشِئ عليها منذ عام 2558 قبل الميلاد.