ما موطن المها العربي

يُصنّفُ المها كأحدِ أنواع الظباء التي تنتمي لفصيلةِ البقريّات، وهو ذو سنام مميّزٍ ممتدٍّ على الأكتاف، وله قرونٌ طويلة ذاتُ شكلٍ مستقيم، وذيل ينتهي بخصلة من الشعر، ويعدُّ المها العربيّ أصغرَ أنواعِ المها، حيثُ يستوطنُ الصحاري والسهول التابعة لشبهِ الجزيرة العربيّة، إضافةً لمناطقِ ما بين النهريْن، وفلسطين، وسوريا، ومصر.

يعتبرُ المها العربيّ من أكثرِ الأنواع المهدّدة بالانقراض أيضاً؛ لذلك وُضعَ ضمنَ الحيوانات الداخلة في الاتفاقيّات الدوليّة المسؤولة عن حمايةِ الحيواناتِ المعرّضة للانقراض، علماً أنّه انقرضَ في البريّة في بداياتِ سبعينيّات القرن العشرين، وقد قُتلَ آخرُ واحدٍ منه في صحراء الربع الخالي، تحديداً على الحدودِ السعوديّة العمانيّة، وفي ثمانيناتِ القرن نفسِه أدْخلَ المها إلى الموائلِ الطبيعيّة والمحميّات الطبيعيّة الخاصّة به، ولكن هذه الخطوة لم تنجحْ كثيراً.

انتشرَ المها العربيّ في الفتراتِ السابقة في معظمِ مناطقِ الشرق الأوسط، ولكنْ مع حلول عام 1800م كان جزءٌ منه لا زالَ يعيش في صحراء سيناء، تحديداً الواقعة إلى الجنوبِ من فلسطين وشرق الأردن، إضافةً للبادية السوريّة ومعظم المناطق العراقية، وتلك التابعة لشبه الجزيرة العربيّة.

تراجعَ الموطنُ الخاصّ بالمها العربي بشكلٍ كبير وملفتٍ في القرنيْن التاسع عشر والعشرين، حتّى وصل إلى المنطقةِ الشماليّة السعودية القصوى، وفي بداية العام 1914م كان لا يوجدُ في السعوديّة إلّا عدداً قليلاً منه، وفي الثلاثينيات صدرتْ مجموعةٌ من التقارير التي أفادت أنّ بضعَ رؤوسٍ منه توجدُ في الأردن، وفي منتصف العقد نفسِه لم يكنِ المها العربيّ متواجداً إلّا في المناطق الشماليّة الغربيّة من السعودية، وكذلك جنوب الربع الخالي.

يُفضّلُ هذا النوعُ من الحيوانات أن يعيشَ في الصحاري الحصويّة، أو التي تمتلكُ رملاً قاسياً؛ حتّى تهربَ من العدوّ بسرعة، والذي يكون عبارة عن مفترسات، أو صيّادي بشر مترجّلين.

يبلغُ طولُ المها العربيّ ما يقاربُ المتر، أي تسعة وثلاثين إنشاً عند الكتفيْن، أمّا وزنُه فيبلغُ سبعين كيلوغراماً أي مئة وأربعة وخمسين رطلاً، ولون جسمه أبيض عدا الجزء السفليّ الذي يشملُ القدمين، حيث يكونُ بنيَّ الّلون، وعندما يلتقي الرأسُ مع العنق، والجبهة مع الأنف تبدأ الخطوطُ السوداء بالظهور، وقرونه طويلة يتراوحُ طولُها ما بين خمسين إلى خمسة وسبعين سنتيمتراً.

يتغذّى على الأعشاب، والبصلات، وأوراق الشجر، ويستريحُ معظمُ ساعاتِ نهارِه من درجات الحرارة المرتفعة، كما يستطيع بسهولة وذكاء أن يحدّدَ الأماكن التي سقطت عليها الأمطارُ وينتقلُ إليها.