شرع الإسلام الزواج وجعل هدفه تحقيق الإستقرار المحبة والألفة بين الزوجين ، وبالتالي إعمار الأرض التي خُلِق من أجلها الإنسان أصلاَ ، وجعل الله تعالى حق القوامة للرجل لأنه الأقدر جسدياَ عل العمل والكد والتعب لتأمين متطلبات الأسرة ، وهناك سبب أخر لجعل الرجل من يتحكّم بالطلاق أن عاطفته لا تغلبه ، فهو غير عاطفي كالمرأه ولا تتحكم مشاعره وعواطفه بعقله ، فهو الأقدر على ضبط نفسه عند الغضب وغيرها من المشاعر و العواطف ، ولكن قد تحدث المشاكل بين الزوجين ويَحِّل سوء التفاهم بينهم مما يؤدي بالرجل بأن يُطلِق يمين الطلاق أو يحلف بالطلاق .
ما هو يمين الطلاقيمين الطلاق أو ما يُسمى بالطلاق المعلًق لا يقع عند بعض أهل العلم لأنه هو للتعليق ويُراد به حث الحلف على شيء أو منعه من شيء ، أو بعضهم يُطلِقه لجعل المستمعين المخاطبين يقومون بتصديقه أو تكذيبه فهو المقصود منه حث أو منع، أو تصديق أو تكذيب ، وهو من باب الحلف الذي إذا حنث فيه الرجل ولم يُنفذه ، فعليه كفارة يمين ، أما التعليق المحض فهو لا يُسمى يمين كما أن يقول الرجل مثلاَ : إذا طلع الصبح فزوجته طالق ، هنا إذا طلع الصبح فزوجته طالق أي يقع الطلاق .
ماذا قال العلماء عن يمين الطلاقوقد اتفق العلماء أن يمين الطلاق المقصود به الحث أو المنع ، أو التصدق أو التكذيب ، وليس قصده طلاق المرأة أو فراقها ؛ لا يقع هذا الطلاق ويكون حكمه حكم اليمين ، وعليه الكفارة وهي عشرة مساكين، لكل مسكين نصف صاع من قوت البلد ومقداره كيلو ونصف تقريباً ، من تمر، أو أرز، أو غيرهما، ، أو يكسوهم مما يجد من الثياب ، أو يعتق رقبه لقول الله تعالى (لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الْأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ). سورة المائدة ، وقد حث الرسول على من يحلف على شيء ثم يجد ما هو خير من الذي حلف عليه أن يأتيه ويُكَفر عن يمينه ، قال صلى الله عليه وسلم: "من حلف على يمين فرأى غيرها خيراً منها، فليأت الذي هو خير وليكفر عن يمينه" رواه مسلم.
ازدياد يمين الطلاقوقد أصبح هذا اليمين دارجاَ على لسان بعض الرجال في هذا الوقت وهو شيء خاطئ ، فالطلاق موضوع عظيم يتم فيه التفريق وضياع الأسرة بالتالي ضياع المجتمع، واعتياد الرجل على كلمة طلاق تُصبح عادة ، ولربما وقعت منه بقصد ووقع الطلاق فعلاَ ، فعلى الرجال التنبّه من هذا الموضوع الخطير.
المقالات المتعلقة بما حكم يمين الطلاق