ما المقصود من الإسراء والمعراج

ما المقصود من الإسراء والمعراج

الإسراء والمعراج هما حادثتين حدثتا مع رسو الله محمد صلى الله عليه وسلم، واختلف العلماء في أي سنة كانت، فاجمع الأغلب على أنها كانت قبل الهجرة بسنة، أي ما بين السنة الحادية عشر (11) والثانية عشر (12) للبعثة النبوية الشريفة. وكذلك اختلفوا على الشهر الذي حصلت فيه، ولكن الأغلب أيضاً أجمعوا على أنها في كانت في شهر رجب من تلك السنة. ورحلة الإسراء والمعراج من الأمور العجيبة التي حصلت في ذلك الوقت، فكانت اختباراً كبيراً للمسلمين آنذاك؛ لبيان إيمانهم وقوة إسلامهم، حيث أن البعض ارتدَّ عن الإسلام فور سماعه بهذا الأمر، وفيهم قال الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز (وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْيَانًا كَبِيرًا).

الإسراء والمعراج هما رحلتين قام بهما سيد الخلق عليه الصلاة والسلام، فكانت الأولى وهي الإسراء، رحلة أرضية قام بها بصحبة جبريل عليه السلام من مكة إلى بيت المقدس، حيث أن جبريل عليه السلام جاء إلى محمد عليه الصلاة والسلام فحمله على ظهر البُراق إلى بيت المقدس. والبُراق هو مخلوقٌ بين الحمار والبغل، طويلٌ أبيضٌ وله جناحان في فخذيه، ركبه رسول الله. في بيت المقدس، رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم الأنبياء عليهم السلام، وعُرِضَ عليه ثلاث أوانٍ، إناءٌ فيه ماء وإناءٌ فيه خمر وإناءٌ فيه لبن، فشرب رسول الله من إناء اللبن، فقال له جبريل "هديت وهديت امتك وحرمت عليكم الخمرة"، وفي رواية؛ أن رسول الله سمع قائلا يقول "إن أخذ الماء غرق وغرقت أمته، وإن أخذ الخمر غوى وغوت أمته، وإن أخذ اللبن هُدي وهديت أمته"، فشرب عليه الصلاة والسلام من إناء اللبن.

أما رحلة المعراج؛ فهي رحلة سماوية قام بها رسولنا الكريم على ظهر البُراق من الأرض إلى السماء، وانتهت به الرحلة إلى سدرة المنتهى؛ حيث اجتازها وحده، فجبريل عليه السلام لا يستطيع أن يتجاوز هذا الحاجز، فاجتازه رسول الله ليلتلقي بالله سبحانه وتعالى بطريقة يعلمها الله ونبيه. في هذه الرحلة رأى رسول الله النار وبعضاً من أهلها وعذابهم؛ ورأى الجنة وبعضاً من نعيمها، كماأنه ارتقى من سماءٍ إلى أُخرى برفقة جبريل عليه السلام، وفي كل سماء كان يرى أحد الأنبياء؛ فكان يسأل عن أسمائهم ويخبره بها جبريل. وفي هذه الرحلة السماوية؛ فرض الله سبحانه وتعالى الصلاة على المسلمين، فكانت أول ما فرضه الله هو خمسون (50) صلاة، وعندما رجع رسول الله مرَّ على سيدنا موسى عليه السلام فسأله كم صلاة فُرِضت عليه فأخبره، فقال له إن الصلاة ثقيلة وإن أمتك ضعيفة، فارجع إلى ربك، فاسأله أن يخفف عنك وعن أمتك، فرجع فخفَّف عنه عشرة، وهكذا ما يزال يرجع حتى أصبحت خمس صلوات في اليوم والليلة، وما زال موسى عليه السلام يقول له نفس الكلام؛ وأن يطلب من الله أن يُخفف عنه وعن أمته؛ حتى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (قد راجعت ربي وسألته، حتى استحييت منه، فما أنا بفاعل)، فبقيت الصلوات المفروضة خمس صلوات منذ ذلك الوقت وحتى قيام الساعة.

المقالات المتعلقة بما المقصود من الإسراء والمعراج