هنالك سؤال متداول بين الجهابذة والعلماء، حول الفرق بين التمني والرجاء، وكل من أهل العقيدة وأهل اللغة يعمل على إيجاد مفاهيم وتعريفات جامعة ومانعة لكل من الرجاء والتمني، ويحاول هؤلاء العلماء وضع حدٍ واضح يفصل بين مفهوميْ الرجاء والتمني، وما هي مجالات استخدام التمني، ومجالات استخدام الرجاء، ومتى نصف حدثاً ما أنه تمنٍّ، أو أنه رجاء، وسنحاول فيما يلي وضع القول الفصل.
مفهوم كل من التمني والرجاءهنالك تعريف واضح وسلس لكل من التمني والرجاء في اللغة والاصطلاح، سنوضحه فيما يلي:
هنالك فرقٌ واضح بين التمني والرجاء، فالتمني يكون مع الكسل وقلة الحيلة، ولا يكون صاحب التمني مجتهداً وجاداً في أمره، بينما أهل الرجاء أصحاب جدٍ واجتهاد، وقوة بأس، ومصاحب لكل ذلك حسن التوكل على الله، وخير مثالٍ على التفرقة بين التمني والرجاء، أن صاحب التمني يطلب ويتمنى أن يكون له قطعةٌ من الأرض لكي يبذرها ويحصد المحصول، ومن ثم يحصل على مقدار من المال، فكل التمني متخيلٌ في نفسه، بينما صاحب الرجاء، يعمل على شراء قطعةٍ من الأرض، ويقوم بفلاحتها، وزرعها بمختلف الثمار والزروع، ومن ثم ينتظر نمو الزرع لكي يحصده، ومن ثم يحصل على المال.
وهنالك قضية للنقاش، وهي هل الكمال في رجاء المحسن، أم رجاء المسيء التائب، وفي هذه القضية اختلف أهل العلم والدين، فمنهم من رجح أن كمال الرجاء يكون مع المحسن، وذلك لقوة أسباب رجائه، ولقوة إيمانه الخالي من المعاصي والآثام، بينما كان هنالك فريقٌ رجح أن كمال الرجاء يكون مع المسيء التائب، وذلك لأن الرجاء في هذه الحالة يكون مقترناً بالانكسار والذل لله تعالى ولعظمته.
المقالات المتعلقة بما الفرق بين الرجاء والتمني