إنّ منظمات الأعمال المختلفة بغض النظر عن طبيعة ومجال عملها، سواء في الميدان الاقتصادي، أو الاجتماعي، أو الأكاديمي، أو الثقافي، أو حتى العسكري والسياسي، وسواء كانت في القطاع العام أو في القطاع الخاص، تحتاج إلى توظيف عنصر التخطيط كأحد الأنشطة والعمليّات الإدارية الحتمية التي لا يمكن الاستغناء عنها.
يتمّ من خلالها تحديد الهدف الرئيسي والأهداف الفرعيّة المتعلقة بالعمل، والتي بدورها تدرس العوامل الداخليّة والخارجيّة للمنظمة، وتحدد نقاط القوة والضعف الداخليّة، وعوامل التهديد والخطر وفرص الاستثمار الخارجيّة، وبالتالي تقوم بصياغة واضحة ودقيقة لكل من رسالة المنظمة ورؤيتها، واللتين سنوضح مفهوم كل منهما بشكل مفصل في هذا المقال.
الفرق بين الرؤية والرسالةهنا سنوضح الفرق بين الرؤية والرسالة، وهو كما يأتي:
الرسالةالرسالة هي التي يُطلق عليها في اللغة الإنجليزية (Mission)، وهي عبارة عن السبب الذي قامت على أساسه المنظمة، أي سبب ودواعي وجودها، والهدف والفكرة الرئيسيّة التي تقوم عليها كافة أنشطتها، وتُمثّل الواقع أو الوضع الحالي لها، أي أنّها عبارة عن نص رسمي مكتوب يوضح مبرّرات وجود المنظمة، كما أنّ من واجبات الإدارة السعي للوصول إلى الأهداف التنظيمية؛ وذلك من خلال اهتمامها بالعمليّات الفنيّة أو المتخصصة التي تمارَس داخل المنظمة. ترفع رسالة أيّة منظمة شعار " ما نحن عليه الآن" بشكل مفصل لتحديد الوضع الحالي لها.
الرؤيةالرؤية هي التي يُطلق عليها في اللغة الإنجليزية (Vision)، وهي فعليّاً المخططات التي تمثّل طموحات المنظمة، وهي عبارة عن صورة ذهنيّة لما ستكون عليه المنظمة في المستقبل.
تكون في العادة بعيدة المدى، وتسعى المنظمة من خلالها إلى استغلال الفرص الحاليّة المُتاحة، والعمل على استقطاب وجذب الفرص الأفضل والأقوى للاستثمار والمنافسة وتعظيم الأرباح لتحقيق طموحات المؤسسة المستقبليّة، ونقلها من واقع إلى واقع أفضل منه. ترفع الرؤية لأيّة منظمة شعار "ما الذي نريد تحقيقه والوصول إليه" بشكل مفصل لتحديد الوضع المستقبلي لها.
مع العلم أنه ليس من واجب العمليّة الإداريّة الاهتمام بالعمليّات الفنية فحسب لتحقيق الرؤية والرسالة والأهداف التنظيمية؛ بل تقع على عاتقها مسؤوليّة الاهتمام بالعمليّات المساندة أو المساعدة الأخرى، ومن الأمثلة عليها داخل المنظمة أعمال السكرتارية أو اللوازم والمشتريات، مع الأخذ بعين الاعتبار أنه من عناصر التخطيط وضع رؤية ورسالة للمنظمة التي تخطط لها إستراتيجيّاً، ويجب ألا تكون الرؤية من وحي الخيال، وأن تكون مناسبة للواقع ولما يمكن تحقيقه مستقبلاً، وذلك من خلال الفهم العميق للوضع الحالي للعمل.
المقالات المتعلقة بما الفرق بين الرؤية والرسالة